السلام عليكم و رحمة الله
كلما مرت الايام .... كلما زادت الخبرات الحياتيه و المواقف المتشابكه .... و كلما زاد الرصيد ... او زادت الاعباء ... و بالتبعية ... زاد منسوب الخبرات ...
الدخول في علاقة ... ايا كان نوع هذه العلاقه ... قرار خطير ...
قرار له ابعاد اكبر من عدد حروفه الاربع ....
تبدأ العلاقة برسائل من النسق الاول عند هذا الطرف ... الي النسق الاول عند الطرف الاخر .... و عادة ما تكون هذه الرسائل ... رسائل من النوع المغلف بالسيلوفان .... المغموس في عسل التحرر من اي اعباء سوي رد الرسال بنفس المقدار و عكس الاتجاه ...
و لكن يبدأ منحني الخطورة في الارتفاع .... اذا ما قرر احد الاطراف - في لحظة عاطفية حسنة النية - الانتقال من النسق الاول الي النسق الثاني .... فيتجاوب معه الطرف الثاني بالمثل و هو حسن النية ايضا !
اصبحت المسافة أقرب ... و أصبحت الرسائل أوضح بلا تغليف ....فتولدت الاعباء و المسئوليات ...
طرفا العلاقه ليسا قادرين علي تقييم هذه الاعباء و القيام بمسئولياتها المختلفه ... في جميع الاحوال ... لأن هذا امر نسبي يتوقف علي نظرة كل طرف لهذه العلاقة .... و يتوقف علي احتياجات و اهداف كل طرف منها
مما يؤدي في النهاية الي بداية ظهور الشروخ في جدار العلاقه .... التي ما تنفك ان تزداد عمقا و اتساعا مع مرور الوقت
عند هذا الحد لا يجدي تراجع الطرفين الي النسقنين رقم (1) مجددا للحد من هذه الشروخ .... و يصبح الاوقع ان يختفي احد الطرفين من امام الاخر اجباريا ...
يحدث هذا دائما .... عندما تولد بوادر علاقه بين طرفين ... فاقتراب ... فأعباء ... فمسئوليه .... فشروخ ... فانهيار
لهذا عندما يتحدثون عن الصداقه كعلاقه ... يصفونها دائما "بالنادره" ... و سبب الندره هنا ... ان هذه العلاقه نشأت بين طرفين نجحا في تقييم اعباءها و القيام بمسؤولياتها بنفس المقدار
يطلقون علي ما سبق "بالعلاقه الناجحه" ....
اذا ما قام كل شخص منا بمقارنة عدد العلاقات الناجحه بالفاشله في حياته .... سيكتشف ان حياته عباره عن مسلسل من العلاقات الغير مكتملة ... بينما لا تتعدي علاقاته الناجحه عدد اصابع اليد الواحده او الكفين و قدم :)
لو فحصنا اسباب هذا الكم من العلاقات المتفسخه ... نجد ان معول الهدم بدأ يعمل في جدار هذه العلاقات في اللحظة التي قرر فيها الطرفان .... الاقتراب
الاقتراب يعني ... مزيدا من "الاحتكاك" العقلي و العاطفي ... مزيدا من توقع ردود فعل معينة من الطرف الاخر غالبا ما تكون غائبه ... و مزيدا من الانهاك النفسي نتيجه عدم القيام بمسئوليات هذا الاقتراب ...
مما سبق يجب البدأ في صياغة نموذج لحل ما .... يسمح باستمرار العلاقة - أي علاقه - و يقلل من فرص انهيارها
من وجهة نظري ان الحل يكمن في القاعده التاليه : لا تقترب ....
اثبت مكانك ...
مهما كانت اغراءات الاقتراب ... لا تقترب ...
لا تنجر الي ذلك الاقتراب المحفوف بالمخاطر ...
دونت مكس
تحياتي
:)