السلام عليكم و رحمة الله ...
كلنا تابع بترقب شديد تلك الاحداث الثوريه التي حدثت في الشقيقة العربية المسلمه .... تونس الخضراء ...
و الغالبيه العظمي من الجماهير العربيه قد ساندت اخوانهم التونسيين في ثورتهم من اجل حصولهم علي الحرية الحمراء ....
تلك الثورة التي انطلقت شرارتها الاولي من بلدة "سيدي بوزيد" الصغيرة .... و الذي اشعل فتيلها المواطن التونسي الراحل " محمد بوعزيزي" ... و كانت الماده القابله للاشتعال هي "جسده" !!
الآف من نظريات علم النفس و الاجتماع ... تبرر لشخص ما ان يحرق نفسه ... عندما يصل الي النقطه الصفر ...
و لكن ...للأسف الشديد ... نقطة الصفر هذه لم يترجمها الاطباء او المختصون علي انها "جنون" ... و انما اقتصرت التوصيفات علي كونها حاله احباط شديده ...
كنت اتمني من كل قلبي ان تكون هذه اللحظه "جنون" او ضياع للعقل .... كنت اتمني ان يكون المنتحر حين ينتحر مجنونا ...
و لكن ليست الامور بالتمني .. فالرجل الذي لم يتحمل صفعة رجل أمن .... مثلت تلك صفعة وطنا داس علي مواطنيه ....
هذا الرجل الذي وصل الي نقطه تقل في مستواها عن الصفر ... هذا الرجل الذي اشعل في جسده النار ... ليشعل بجسده ثورة حمراء فوق الارض الخضراء ... اطاحت بكل رموز الاستبداد هناك .... و حققت نتائج لم تعن في ذهن البوعزيزي ابدا .....
و لكن الرجل نفسه قد مات ....
اتمني من كل قلبي ان يكون قد استغفر الله عز و جل خلال تلك الايام القليله التي قضاها في المستشفي ... قبل ان يلقي وجه ربه الكريم .... فهذا في علم الغيب ... و لا يعلمه سوي علام الغيوب
لكن ما استفزني ... اني و اثناء متابعتي للاحداث في تونس علي الشاشات الاخباريه ... لاحظت اقتران اسم "البوعزيزي" بلقب الشهيد ..
استطيع ان افهم و ارحب و اشارك في منح هذا الرجل كل الالقاب ... و كل مستويات التكريم ... و كل النياشين .... و لكن لا يمكنني استساغة اقتران اسم رجل انتحر .. بلقب شهيد ..
ما استفزني اكثر .... هو انتشار موضه حرق النفس ... تقليدا للبوعزيزي .... و لست هنا اناقش الظروف المتشابهه التي ادت الي قيام مجموعه من الشباب المسلم في اكثر من بلد عربي الي ان يحرقوا أنفسهم ... علي الطريقه التونسيه .... و لكن ما يمكن مناقشته هو .... كيف يقدم المسلم علي الانتحار !!؟؟ ...
كيف يفعلها و هو يعلم تماما ان مصيره هو نار كنفس النار التي حرق نفسه بها ..
هل هي سذاجه .... ام غباء ... ام حب الشهره ... ام انهيار في القيم .... ؟ ....
اكرر ثانية بأني لا اناقش الظروف المتشابهه في معظم البلاد التي يحمل جنسيتها "البوعزيزيون الجدد" .... و لكن مهما كانت الظروف و مهما كانت الضغوط ... فلا يمكن ان يقدما مسلما علي الانتحار ...
و يجب ان يفهم كل شاب قرر ان يتحول الي "بوعزيزي" ان الثورة التونسيه اندلعت نتيجه الصدمه التي خلفها تأثير شخص احرق نفسه اعتراضا علي الاوضاع .... فكانت الصدمه المروعه التي هزت الابدان و خلعت القلوب ....صدمة كانت كالزلزال .... و التأثير الصاعق لهذه الصدمه نشئ في الاساس عن رد الفعل الغريب و الغير المسبوق للراحل محمد بوعزيزي .... اما و قد فعلها رجل تونس ... فلا يتوقع احد من السذج المقلدين .. انه بحرق نفسه يمكن ان يكون وقودا لثورة اخري .....
سيكون مجرد خبر في صحيفه ... و رقم في احصائيه ... و ربما احد المدعوين علي شرف جهنم ... الا ما رحم ربي
الانتحار حرام في الاسلام يا ساده .... و هو شئ لا خلاف عليه بين علماء الاسلام .... فلا تحرقوا انفسكم في الارض و في السماء
تحياتي