بالصدفة استمعت لفيديو لإستاذه اسمها ايمان يحى .. سيدة مفوهة .. مرتبة الفكر .. تتحدث بالمنطق .. و تعلق علي التكوينيين .. و خلاصة ما تقوله ان الفكر يجب أن يواجه بالفكر .. و بالصدفه فقد اشار العبد لله الي نفس هذا التوجه في منشور لي منذ عدة ايام .. ربما في توارد للخواطر - أدعيه - للذين يؤمنون بسيادة المنطق و احترام الفكر ايا كان ..
الطريف للغاية ان ايمان يحى .. قالت في بيانها المصور الرائع ان من اسباب الوصول للرقي .. ان لا يتدخل المرؤ في شؤون الانسان الشخصية ..و ضربت هي نفسها مثلا بالحجاب .. و تصادف انها لا ترتديه ..
و اذ بالمعلقين - و معظمهم من احبائي - يتدخلون في شؤونها الشخصية و بالتالي في زيها .. فمنهم من ذهب عقله الي اعتبارها شريكة في حالة مؤامرة كونية لإلغاء دور الشيوخ (بالرغم انه لا يوجد شيوخ في الاسلام و لكن علماء و متخصصين ) .. ، و منهم من تجاهل تماما ما نادت به من عدم التدخل في شؤون الغير .. و ابدي اتفاقا معها .. ثم سألها .. اين حجابك يا حجه ؟؟ ! ..
معظم المعلقون ..يتفقون معها و يناقضونها في نفس الوقت .. ثم يعتقدون انهم قادرون علي مجابهة الحركات الفكرية من امثال تكوين و غيرها ..
طبعا - و لأنهم احبائي - فأتمني أن يتجاوزوا عن هذا المنشور شكلا و يتفكروا فيه موضوعا .. كما يقول "الافوكاتية" .. لأن .. المنطق ينتحر كثيرا هذه الايام و انت تتابع منظومات تفكير تؤدي الي ردود افعال .. هوائية موروثه .. و ليست فكرية ..
بغض النظر عن الحجاب .. الفرض .. الفرع .. ، و هو ليس بضامن للجنة .. لأن درجات بقية المواد المستترة غير معروفة .. و ربما .. غير محجبة .. تسبق العوام الهوائيين للجنة بفارق درجات المستوي الرفيع .. من الانسانية و الرقي و حسن الخلق و حسن العبادة ..
و لكنني ايضا .. و بالرغم من ادعائي .. اني احب المنطق و الفكر ... فهناك استغراب دائما ما ينتابني .. ربما يتشابه مع اصدقائي الذي انكروا حديث ايمان الرائعه في ملف ديني معقد .. و هي غير محجبه ..
و المثال هنا لا يقترب و لا يتشابه لا من قريب و لا من بعيد بالاستاذه ايمان .. صاحبة الفيديو الرائع .. .. .. و طبعا نظريات المؤامرة الكونية بيني و بينها مسافات من الكفر بها فلا اؤمن بها اطلاقا
المثال الذي يجعل قواعد منطقي مستنفرة .. هو لقاء شاهدته مرة للفنانة فيفي عبده ..و هي سيدة تمتهن الرقص كما يعلم جميع المؤمنين .. و كان محاورها يسألها الاسئلة المعروفة .. فكانت معظم اجابتها تركز علي انها تدعوا الله كثيرا التوفيق في الرقص ..و ان يبارك لها في صحتها و مالها و اولادها .. و انها تقرأ القرآن كثيرا و تدعوا الله كثيرا و تصلي .. و تتصدق و ما الي ذلك .. و علاقتها مع الرجال هي زواج علي سنة الله و رسوله لأنها تخشى الحرام ..
المشاهدون - من العوام - لهذا البرنامج .. اما نافرون من اللحظة الاولي من الضيفة الراقصة .. لانها راقصة و تعتبر نموذجا - في نظرهم لعدم الحياء .. او يتعاطفون معها و مع انسانيتها و يعجبهم علاقتها الرائعة بالله .. بالرغم من انها راقصة .. ، و التعليقات تكون اما عروقا منتفخه و شتم و سب او محن و قلوب و دموع منهمرة ..
أين الحلقة الوسطية من التفكير الراق المحترم ؟ .. لا تجد الحقيقه ... و لن تجد
في هذا الموقف .. اتذكر امنيتي الدائمة بأن اكون محاورا يوما من الايام في برنامج توك شو .. تكون ضيفته مثلا فيفي عبده ..و ابادرها بسؤال منطقي :
سيدتي الفنانة ... هل تؤمنين بأن بدلة الرقص متوافقة مع قواعد الدين الذي تركزين علي انه احد مفاصل حياتك و انك مهتمة به ؟ ... و هل تجدين تناقضا ؟
سؤال بسيط جدا .. ، فاذا اجابت: بدلة الرقص غير متوافقة مع القواعد الدينية و بالتالي المهنة كلها .. فهذا يجرنا الي سؤال اخر ابسط : كيف تطلبين من الله التوفيق في امر هو نفسه مخالف لقواعد الله ؟ و كيف تتوقعين من الله التوفيق ؟
لكن اذا اجابت بان بدلة الرقص متوافقة مع الدين ( و هذا وارد جدا ) .. هنا ننتقل الي منطقة فكرية اخري .. و هي ان السيدة لم تجد من يشرح لها العكس .. و بالتالي فاجابتها تعتبر منطقية معتمده علي فكرها هي و ليس الفكر العام المعروف .. و ربما نستمع لفكر آخر جديد لم نسمعه من قبل و يحتاج الي تفكر و تفنيد ..و ليس تلك العروق المنتفخة ..
اذكر اني شاهدت لقطه من فيلم - او لا اذكر - ان لصا قبل ان يقوم بعملية السرقة .. يقوم بقراءة الفاتحة و المعوذتين و يدعوا الله التوفيق .. و عندما ينجح في السرقة يشكر الله كثيرا و يصلي ركعتين شكر ..و يكون عادلا و امينا في توزيع المسروقات علي مساعديه المباركين .. ، اخلاق عالية للص محترم
و احب ان اختم بان هذا المقال ليس له علاقة بالسيده المتمكنة صاحبة الفيديو الرائع ... .. و لا بقضية الحجاب .. الفرض الفرع .. المحسومة أبعاده ..
و لكنه الشئ بالشئ يذكر ..