انا شخصيا لم اصادف موقف تحرش حقيقي امامي .. لكن قد يكون صادفنا كثيرا بعض "المعاكسات " اللفظية التي تحدث بين الحين و الآخر ... اي ان الموضوع قد لا يرقي إلي مستوي الظاهرة ..و لكنه ايضا يمكن وضعه في حجمه الحقيقي ... بشكل بسيط و بديهي كالاتي :
تشريحيا :
الرجل اقوي من المرأة ... ، المعتدي أو ما يسمونه المتحرش بالقوة... يكون رجلا دائما ... ، الطرف الأضعف يحتاج الي حماية من الطرف الاقوي الذي فقد السيطره .. شئ بديهي و لا يحتاج الي معادلات تفاضلية
من اخلاق الفرسان المندثرة ،،، المروءه و الشهامة و حماية الضعيف ... خصوصا لو كان في الشارع ... أو وحيدا .... .. و كلما زادت هذه القيم ... ، زاد الذكر رجوله ... ،.و هذا شئ اخر بديهي ... فلو كل عائله و كل فيلم سينمائي ..و كل أمام مسجد ..و كل مدرس او استاذ ..عزز هذه القيم في رعاياه ... ستتحسن الامور ..
عاطفيا :
معظم قصص الحب البتنجانية دائما تصور المحب و هو ينقذ حبيبته في اللحظة الاخيرة قبل ان "تتفقش" دماغها .. فيخرج صفارها بدون بياض ..
.أو تصوره و هو يخلع معطفه لتغطية قطعة كستور مقطوعه من الكمبيليزون الاخضر الفاقع ...
أو تصوره يهب لنجدتها حين يخطف احدهم شنطة يدها المليئة بمناديل الكلينكس ...
و نتيجة لكل هذه البطولات الخارقة .. تقع الفتاة المبهوره ... في هوي الفحل المنتظر .. ،...
و لم يحدث أن تعلمنا ابدا ان الفظاظه أو الاعتداء يمكن أن يجعل فتاة تعجب برجل ابدا .....، ... اذا الموضوع بديهي و فطري ..
دينيا :
بدون اي نوع من محاولة تناول الموضوع في وضعية العروق المنفوخه ... ..ببساطه ...هناك فرق بين المخالفة الشرعية و الجريمه ... ،
المخالفة لها عقاب تقديري ..يقدره رب العباد من فوق سبع سموات و يدون في صحيفة الفرد .. و ازدياد عدد المخالفات متوقف أيضا بشكل بديهي علي قدرات العائله / المدرسه / المسجد في ايصال معلومة صحيحه ... بشكل صحيح ..
اما الجريمه التي تمس سلامة الشخص ... يجب أن تفعل لها القوانين ( و منها قوانين ربانية ) لحماية الناس من مرتكبي الجرائم ..ذكرا كان أو انثي .... و هذا كلام انشائي معروف ...
اذا ...الفتاة ذات الزي القصير ... واقعه في مخالفه شرعية .. و موقفها محصور بين خالقها و أفكارها الشخصية و بين أولياء أمورها من اب و زوج ... و هي وحدها المسؤوله. ... و لا سلطان للمشاة في الشوارع .. او للمدرعات علي الجبهة .. عليها .... و هي بالمناسبه مخالفة لا تخرج أحدا من الملة و لا تجعله مرتدا ..و لا تقع في علوم الفقه و اصول الدين تحت بند الاصول و إنما الفروع .... و هذا ليس تهوينا من شأنها و لكنه وضع الشئ في حجمه شبه التقريبي ..
أما الاعتداء بالقوة و بدون تصريح ... فهو أمر بعيد كل البعد عن لون الكمبيليزون ... ، هو جريمة كامله ... و اعتداء صريح .. مثله مثل الاعتداء بسكين علي شخص ما ... ، هي جريمه جنائية و يجب أن يعاقب مرتكبها جنائيا .. و سوف يعاقب دينيا أيضا
إلي هنا لا مشكله .. الحدود واضحه للموضوع ..و لا يحتاج إلي أكثر من هذا التوضيح
النقطه الاولي: هي " تسييس" الموضوع و إدراجه ضمن اجنده العداء التاريخي المفتعل بين الرجل و المرأة ... و بالتالي الرجال "وحشيين" .. و النساء "حلويين "... و لا عزاء لكوكبي المريخ و الزهرة
النقطه الثانية : بعضا من الفتيات أو اهاليهم ... " بيتكسفوا " يطالبوا بأخذ حقوقهم من متحرش بالقوة أو مغتصب .. ،
هنا .. هل نآخذهن ؟ ..ام نآخذ عائلاتهن ؟ .... هل نآخذ مجتمعهم الذي يعامل حتي الآن مريض الكورونا بأنه عار !!! .. لنحاول أن تقنعه أن مطالبة المجني عليه بحقه ..هو شئ بديهي !
هل سنآخذ أيضا بعض الأمهات التي تأمر بناتهن بمناطحة الزوج برأسها الناشف كاسفلت المقاولين العرب ..حتي " يعرف الزوج قيمتها " فتعصيه و تهدم بيتها فوقها ؟
ام نآخذ تلك الأم التي تأمر ابنها العريس بضرب زوجته ليلة الدخله حتي يدبح لها الكلبه ... ثم ينهق قائلا : ماما قالتلي كده !!! ... ؟!!
ما المطلوب تحديدا ؟ و من من ؟؟!