كان عندي حلم قديم جدا منذ كنت طالبا في الإبتدائية في أحد مدارس الجماهيرية العظمى - ليبيا حاليا ..
هذا الحلم ... أن أجد حقيبة في الشارع فيها 76 الف دينار ليبي لكي أشتري سيارة فولفو ... ( ليبيا تشتهر بالفولفو) .. و انا احب هذه السيارة فعلا ... و ادعوا الله أن أقتني واحدة يوما ...
المهم ... هذا الحلم تطور عندما عدت الي بلدي ... ڤاصبحت أحلم بحقيبة بها 76 الف جنيه مصري ... ، و بعد أن تخرجت .. أصبح المبلغ 760 الف ... ، ثم 76 مليون جنيه مصري ... و حاليا 76 مليون دولار ... ، فالحلم يتطور مع التضخم و مع سياسات البنك المركزي و صندوق النقد الدولي و عقوبات ترامب .. و مصروف البيت... و هكذا ...
طب لماذا 76 بالذات ؟ ... الله أعلم ... ، لكني - كمهندس- ملتزم بالرقم المنصوص عليه في حلم اليقظة خاصتي ..
ظل هذا الحلم - العجيب - كامنا نائما في منطقة ما في مخيلتي ... لا يوقظه سوى خبر فوز احدهم باليانصيب .. أو ان تهبط علي شخص ما ثروة من السماء من ميراث عمه الذي انتحر في البرازيل .. او ان يجد بالصدفة تحت عتبة داره كنز تركه أبو جهل لأم جهل ... ثم ماتا من الجهل ..
نعم ... تحدث هذه الأمور في الحياة .. و يصبح أشخاصآ أغنياء فجأه ... ، و يصاحب ذلك سؤال كبير
لماذا لا يحدث ذلك لي ... و لك .. و لها ... لماذا لا أصبح غنيا فجأة ؟
سؤال كبير مرهق ... لكنه فلسفيا تافه حد الجنون ...
لأن هناك سؤال آخر كبير ...
هل عدت الي منزلك اليوم بخير ؟ ... نعم عدت ... ألا تعلم أن هناك 100 حادث سيارة حدث في طول البلاد و عرضها اليوم فقط أدي الي وفيات و إصابات ... و أنت لم يخترك النصيب منهم !
هل ركبت الطائرة يوما ؟! .. نعم ركبت ... ، الا تعلم أن عشرات الطائرات سقت و تسقط .. و لم يكن لك نصيب في اي طائرة منهم ... !!
فكما لم يكتب لك المفاجآت السارة ... لم تكتب لك ايضا المفآجآت المفجعة ... و إنها لنعمة عظيمة
و عموما .. ما دفعني في الأساس لكتابة هذه الخاطرة ... ذلك الحادث النادر و المؤلم الذي حدث في مدينة اكتوبر المصرية منذ عدة ايام ... و هو انفجار انبوب غاز طبيعي في الطريق العام فجأه في عز الضهيرة ... ليقتل و يشوة اناسا ابرياء كان نصيبهم أن يكونوا في هذه البقعة بالذات من علي وجه الأرض .. مع نسبة مخاطر تقترب للصفر ... ثم حدثت الكارثة ..
بصفتي من مرتادي مدينة اكتوبر كثيرا ... و مررت كثيرا بنفس الشارع و نفس البقعة التي حدث فيها هذا الانفجار ... ربما عشرات المرات ... لكن الله أختص أناس معينيبن نزل بهم كشف من السماء خصيصا بهم ليكونوا أصحاب هذا الابتلاء ...
نعود للسؤال الكبير ...
لماذا لا أجد حقيبة الى76 مليون دولار المرمية في الشارع ؟!
و الرد البسيط :
لماذا لم يكتب اسمك في كشف ابتلاء حادث اكتوبر العجيب و النادر ؟!
كلاهما نفس السؤال ... بنفس فرص الإجابة ...
المهم دعك من كل هذا ... لازلت أحلم بحقيبة الى76 هذه .... ، و بالسيارة الفولفو ... و بالمشمش القريب ...