تاهت بين عقلي وتغلغلت صورتها بشرياني ورغم إنها كانت المرة الأولى التي أراها إلا وزادت طبول نبضات قلبي دون توقف، اهتزت أرض معرض الكتاب تحت قدمي وتناسيت للحظة أني كاتب، وتمنيت أن أكون كتابًا بين الأرفف حتى تلمسني يداها وتقلب صفحاتي كما تشاء، ذهبت روحي للحديث معها قبل أن يتحدث لساني اقتربت وزاد بريق عيني من حسنها وجمالها الأخاذ، وبصوت ضعيف ودون مقدمات قلت لها هذه نوت بوك هدية من الدار هل تقبليها؟! وبقلبي أردد أنتي هدية زماني فلا ترحلي..
بابتسامة رقيقة كرقة قطرات الندى في الصباح قالت شكرًا وبعيون تتسم بالخجل أمسكت النوت بوك بيد والأخرى ترفع شعرها الذهبي كشعاع الشمس في وقت الغروب، ورحلت وضاعت بين الناس كفراشة أختفى ظلها وهى تمرح بين الزهور، أغمضت عيني وتنفست نفس عميق وشعرت أنه مجرد حلم جميل فكانت كالحورية وأيقنت أني لا أراها مرة أخرى، ورغم ذلك كنت أنتظرها كل يوم؛ حتى أرى طيفها ولكن شعرت أني أنتظر المستحيل، حتى جاء آخر يوم بالمعرض وبتنهيدة خرقت قلبي، أرتسم اليأس على ملامحي استسلمت عجيب هذا القدر لقد فرقنا قبل أن نجتمع، وحينها وجدت يد رقيقة تلمس كتفي ونظرت فإذا هي بحورية المعرض وعيونها تبتسم وقاطعت أنفاسي المتسارعة أخبرتني أنها تريد شراء كتابي وتنال التوقيع الخاص بها، لا أدري كيف كتبت الإهداء فكان القلم يهتز بعنف لا أدري هل من الفرحة أم من التوتر؟! كل ما أدركته حينها أننا لم نفترق أبدًا بعد هذه اللحظة..