غاب النوم عن عيني حين ظننتُ أن الحب قد غادرني إلى غير رجعة.
كنا معًا نشكّل لوحة اجتماعية متكاملة، حضورها في زمانه كان نادرًا، لا يُشبهه شيء، ولا يمكن لأحد أن يملأه سوانا.
كنا نعيش مقولتنا المشهورة:
"تعاهدنا ألّا نفترق، مهما كانت التحديات."
في ليلةٍ دافئة، بينما كنت بين ذراعيها، سألتني بصوتٍ خافت:
– "هل ستفارقني؟"
لم أجبها مباشرة، تهرّبت، حاولت أن أغيّر الموضوع، لكنّها كانت تراقبني بعين القلب.
فاضطررت لأن أواجهها بالصدق، وقلت ما لم يكن يجدر بي قوله:
– "ربما... قد تكون لي امرأة أخرى، أو أكثر… كما تعلمين، الشرع أباح لنا أربعاً."
ليتني لم أنطق.
منذ تلك اللحظة، انفرط كلّ شيء…
ذهب الأمر كلّه منها وإليها... ثم إليّ وحدي.
الحياة بدت لي كخزانة ماء:
إن فُقد مفتاحها، قد تضطر لتحطيمها وتغيير قفلها.
وإن شاركت المفتاح مع آخرين، فإن ما بداخلها لن يعود ملكك وحدك؛ بل يصبح مستباحًا، غريبًا، بعيدًا عنك.
قلتُ لصديقي، والحيرة تملأ صوتي:
– "غادرتني دون طلاق... كيف حدث ذلك؟"
ثم أضفت:
– "ماذا يمكنني أن أفعل؟ لم أقصّر معها يومًا، منذ أن تشكّلت علاقتنا قبل خمسة عشر عامًا. لم تطلب تفسيرًا، لم تفتح بابًا للحديث... فقط انسحبت، بصمت."
كانت أجمل ما أحببت... وربما كانت حبّي الأخير، ذاك الذي مال إليه القلب ولم يجد بعده بديلًا.
كنتُ بالنسبة لها الروح، وكانت هي البلسم، السكينة، واليقين.
كنا نغفر أخطاء بعضنا، ونتجاوزها، ونقاوم مجتمعًا ضاغطًا بعاداته المقيدة لحياتنا الزوجية.
وما زال أكثر ما يؤلمني، أنني حين فقدتها... لم أكن مخطئًا.
لكن... متى قررت؟ ولماذا؟
حياتنا كانت تمضي مثل النور، تسير كما نرسم، كما نحلم...
فلماذا أطفأت المصباح ورحلت؟
في خضمّ هذا الغياب، في قلب العتمة...
أنا ما زلت أقاوم.