أنا أتنفّسكِ في كل زاوية...
عِطرُك وحده يُشبه عطرَ أهل الجنّة،
ذاك الذي كانوا يحدّثوننا عنه في القصص والسير.
أين أنتِ، بحقّ السماء؟
الشوق يحملني إليكِ بكل ما تبقّى لي من طاقة...
اكتشفتُ أنّ الغربة كافرة، نزعتني عنكِ وعن حنانكِ،
يا جميلة الطلّة، يا ذات البسمة التي تُشفي المريض وتُداوي الجريح.
كم مرةً سابقتْ خُطاي خُطاكِ،
لكن هذه المرّة...
أنتِ بكل جسدكِ، سبقْتِني.
خطاكِ أسرعُ من الشوق،
وأسرعُ من قلبي،
وأسرعُ من الدمعِ الذي لم يعرف طريقه بعد.
أقسمُ أنني سأجدكِ،
وسط الزحام،
وفي عتمة الظلمة،
سأعرفكِ حتى لو تغيّرت ملامحكِ وأمكنتكِ.
فأسهل ما يمكنني فعله في هذه الدنيا
هو أن أتعرف عليكِ...
يا وردتي،
تظلّ عيناكِ السوداوان
علامةً تقودني إلى طريقكِ من أوّل نظرة.
ذهبتُ إلى عالمنا،
ذاك الذي التقينا فيه أول مرة،
بين رمال الشاطئ،
وغابات القرية التي تُظلّلها أشجارُ السّنط والبان الطويلة.
كنتِ قد كتبتِ على ساق شجرة:
"أحبك من هنا"...
وفي هذه اللحظة...
أتحسّس وجودك،
أتحسّس ملامحك،
وكل خصالكِ
تُغازل خصالي...
اقتربي أكثر...
ضُمّيني إليكِ،
ليصبح هذا العالم لنا وحدنا...
كما كنا نمضي، بين ليالينا.