إن الذي لا يخشي الله في تصرفاته وأخلاقه فلا ترجي خيره حقيقة هذه لم تكون مجرد كلمات تقال بل شاهدنا أفعال كثير من زملاءنا ومعارفنا لا تعدو كونها فعل اهوج اننا نعلم ان الله لا يحاسبنا على اعمالنا وافعالنا وان ذلك دون وسجل على ان نحاسب يوم الحشر فالكافر والعاصي ربنا اعلم به وهو لا يظلم احد منا بسبب خطأ ان لله ليس بظلام للعبيد وايضا باب التوبة مفتوح الا من ابت نفسه، شاهدنا ان الذي يملك الثروة والمال ونصيبه من التعليم والرفاه الاقتصادي لكنه تجده محاصر مع مشاكل ضميره هذا اذا اخذنا عينات عشوائية تؤكد هذه الادعاءات يقول صديقي احمد: انا امتلك عمارة في عاصمة البلد وامتلك أربعة شقق في دول مجاورة استخدمها عند السفر الى تلك الدول ولدي عشرة ابناء جميعهم تعلم في افضل المدارس لا يوجد شيء اريده لم اتحصل عليه ولا زالت في الخمسينيات من عمري، يا صديقي رقم توظيف ادارك ثروتي لأشخاص ذو كفاءة عالية واثق فيهم الا انني لم تفارقني المشاكل عندما التجي الى غرفتي وقت الراحة تحاصرني مشاكل لا ادري من اين ابدا بحلها، لم اهني بليلة سعيدة واشعر بالراحة حتى لساعات بينما انا مع زوجتي او اولادي ابدو للأخرين أنني رجل عظيم صاحب ثروة هائلة لكنني في حقيقة الامر انا اري نفسي امام هذه الحشود مجرد شبح بظل انسان لا يمكنني السيطرة على حالي ووضعي لا اعرف ماذا يمكنني فعله اسمع نداءات القيامة واسمع انين الاطفال واسمع حشود تهتف من خلفي تهتف باسمي مبجلة ومعظمة كأنها حملة انتخابية يتم ترشيحي لمنصب رفيع
اننا يا صديقي ليس كما ترونا من الخارج تبدّلت الوجوه وتغيّرت الملامح أما الجوهر فكلًا يراه بناء على المصلحة التي تجمعنا أو المصالح المتوقعة، نعم إن ذلك حدث معي أيضًا لكنني لم أكترث للأمر ظننته كابوس وسوف يزول وبالفعل لم يكون كابوس بل سّمة مصالح جعلت كل من عرفني يراني بغير ما كنت عليه نحن الان بحاجة الى حياة خالية من الرياء والقفز من جوهرنا الى وضع اخر علينا تقبل ذاتنا كما نحن عليها وما يميزنا عن الأخرين ليس المال يا صديقي بل هو الأدب حرفيا الادب نعمة منّ الله علينا بها وأكثر ما يجعلُ الإنسانُ إنسانٌ هو الأدب








































