✦ إهداء ✦
إلى من يقرأ بين السطور، حيث لا تُقاس القلوب بالمواصفات، ولا تُشترى الأرواح بالذهب.
صفحة افتراضية تتلألأ بخلفية ذهبية، ومنشور يلمع كقطعة حكاية غريبة:
عريس للبيع!
جديد، لم يستخدم بعد… قلب ينبض، عينان تراقبان، قدرة على التحمل… الكمية محدودة، لا تفوتوا الفرصة!
الألوان الرقمية تتراقص على الشاشة، وكل ضوء وهمس رقمي يثير الفضول. صندوق الرسائل يمتلئ بسرعة، وتتدفق الأسئلة كنسيم على نهر افتراضي:
ليلى المتهكمة: "مرحبا… هل يشحن مع ضمان؟"
سارة الفضولية: "هل يشمل دروسا في قراءة ما بين السطور؟ وهل يمكن تجربته قبل الشراء؟"
نور المترددة: "هل يقبل أن يحضر معي إلى السهرات العائلية؟"
منى المستهترة: "ممكن تجريبه لنرى إن كان يناسبني… وربما أغير رأيي لاحقا!"
تتساقط الكلمات كأوراق شجر على نهر هادئ، كل واحدة تحمل ارتعاشة من التوقعات، فضولا ممزوجا بالحذر، وكأن القارئ يعيش كل رسالة بنفسه.
الردود الحكيمة والساخرة تتخلل الصفحة:
"العريس يحتاج أن يعامل ككتاب مفتوح، لا كغلاف يشترى فقط."
"التجربة تكمن في الرحلة، وليس في القياس المباشر."
"قد يتحمل كل شيء… إلا من يحاول تقليص الفصول إلى سطور معدودة."
الرسائل تتحرك برقة بين الرموز، ضحكات ذكية تتخلل السطور، وأعين متتبعة تبحث عن المعنى الخفي. فجأة، تهدأ الصفحة، وتدخل كلمات مختصرة لكنها حادة التأثير:
إسراء الجادة: "من يظن أن قيمة الإنسان تقاس بمواصفات قابلة للوزن، يقرأ الصفحة بطريقة خاطئة… لا كل ما يلمع يشترى، ولا كل عرض يساوي الذهب."
الصمت الرقمي يعلو، والفضول يسكن أمام قوة الحقيقة. العريس يبقى على الصفحة، لم يشتر، ولم يسجل ضمن قوائم المشتريات، بينما تتراجع الرسائل تدريجيا، وتهبط السطور كنسيم خفيف، تحمل رسالة مشفرة:
كل نص، كل رد، وكل رمزية في الرسائل تحكي عن احترام الذات والآخرين،
وكل ضحكة أو سؤال أو اهتمام أصبح مرآة صغيرة،
تذكر الجميع بأن القيمة الحقيقية لا تقاس، ولا تُعرض للبيع.
الصفحة تهدأ، لكن الذكرى تبقى، رمزية، لبقة، ساحرة. الفضول لم يختف، لكنه أصبح محتوى واعيًا يحترم القلوب قبل العيون، ويترك أثرا من الفكاهة الذكية والحس الاجتماعي الراقي.
يقرأ الفضول بين السطور… ولا يبيع العرسان.








































