كيف لقلب أن يحمل كراهية لتراب رطب بدم الأجداد؟
كيف لغدر أن يزرع في الوطن ألمًا، بينما الأرض تحمل ذكرياتنا على ضفافها؟
لماذا يضيق صدر البعض إذا رأى الوطن بخير؟
إذا غنيت فيه الحمائم، وابتسمت الجدات على نهرٍ هادئ، وغمرت الشمس بصفائها الأزقة؟
لماذا يستكثرون على الناس أحلامهم البسيطة، كأنهم يرفضون لهم سقفًا وسلامًا وكوب شاي؟
الخيانة لا تبدأ بالرصاص، بل حين يُستبدل الضمير بالمصلحة، والولاء بالصفقة.
حين يُباع تراب الوطن على موائد المساومة، يصبح الجشع قبحًا أفظع لأنه يطعن الذاكرة ويهين من منحنا اسمًا وتاريخًا.
أي عقل يمكن أن يفهم من يخون وطنًا حمله في رحم الأرض ألف عام؟
من يتآمر على وطن هو ذاته المهد والمرضع، ظلٌ يظلنا حين تشتد الشمس؟
أي قلوب تلك التي لا تهتز أمام أنين الجياع، ولا ترتجف أمام دمعة أم على ابنٍ اغتيل غدرًا؟
الخونة لم يخونوا أرضًا وعلمًا فقط، بل خانوا بساطة الحلم، ونبل الفقراء، وخيالات الأطفال على جدران المدارس.
خانوا الضحكات بين الناس، أغاني الصباح، وبكاء الجدات في الأعراس.
لكن الأرض لا تصمت.
هي تلعنهم بصوت الطين والحجارة، وتلفظ أسماءهم من ذاكرة الوجدان، وتزرع مكانهم سنابل جديدة، وأجيالًا لا تعرف الخضوع.
نحن هنا، واقفون مثل شجر الحراز: لا نهتز إلا إذا شاءت السماء، نُقتلع إن لزم، لكن لا ننحني.
وكل صباح اغتيل سيخلف ألف فجر لم يُقتل بعد.
وكل ابنٍ سقط شهيدًا سيبعث من ظله جيل لا يؤمن بالخيانة.
الوطن ليس أرضًا فقط، بل كرامة.
وكرامة الأوطان لا تُشترى… ولا تُغفر لمن داسها.
ورغم كل الجراح.. تبقى الأرض تتنفس بأمل الذين لا ينامون على ضيم.
ايمان صلاح محمد عبد الواحد
يوستينا الفي قلادة برسوم
محمد بن الحسين بن ادريس خوجه
غازي جابر البشير زايد
ياسمين أحمد محمد فتحي رحمي
ايمان سعد عبد الحليم بسيوني
عبير عبد الرحيم عبد الحميد السيد
أيمن موسي أحمد موسي
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي
د. عبد الوهاب المتولي بدر
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر
زينب حمدي
ياسر محمود سلمي
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين
د. شيماء أحمد عمارة
د. نهى فؤاد محمد رشاد
فيروز أكرم القطلبي 







































