آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة جهاد غازي
  5. لكم الخيار

 

 

كل ليلة حينما يجن الظلام على الكون، يأوي الجميع إلى فراشه لينال قسطاً وفيراً من الراحة، ويبدأ العذاب بالنسبة لي؛ فمنذ ذلك اليوم الأسود باتت حياتي جحيماً لا يطاق، جربت كل أنواع المهدئات القانونية وغير القانونية لكي أجبر جسدي على النوم قليلاً ولكن لم يفدني شيء، فبحسب الأطباء تضررت أعصابي الحسية نتيجة ذلك الحادث الذي تعرضت له وأصبح تأثير الأدوية عليها مشوشاً، بل وحتى إحساسي بالألم لم يعد كالسابق، فقد أصاب بجرح خطير ينزف لساعات دون أن أنتبه حتى، وفي أحيانٍ أخرى وخزة دبوس تجعلني أعاني الأمرين، بئساً لك يا حازم على تلك السهرة التي دعوتني إليها!

في نوفمبر الماضي بداية الشتاء وضبابه، احتفل صديقي حازم بعيد ميلاده وأقام ليلة ماجنة دعا إليها كل من يعرفه ولا يعرفه لمشاركته فرحته بزيادة عمره عاماً، وكأنه يكرم الكون على كونه متواجداً به، وفي تلك الليلة أصر عليَّ لتجربة مجموعة من حبوب الهلوسة التي ابتاعها خصيصاً ليضيف الفرح على قلوبنا، انتهى الحفل في وقت متأخر جداً كان الضباب يلف المدينة بستارته المعتمة فتزيد الليل رهبةً وظلاماً، ورذاذ المطر يصنع طبقة مغبشة على زجاج سيارتي منعتني من الرؤية بوضوح، حاول حازم استضافتي تلك الليلة في منزله ولكنني مصاب بوسواس النظافة القهري، لا أستطيع النوم في فراشٍ غير فراشي.

قدت سيارتي على مهل محاولاً ألا أرتطم بأحد ما ولكنه القدر؛ ففي ذلك الشارع المعتم الذي لا يؤمُّه أحد، أطلقت العنان لعجلات سيارتي لتنهب الطريق، فقد مللت وتعبت وأريد النوم بشدة.

فجأة خرج أمامي ظلٌ أسود وكأنه نبت من الأرض وبسرعة مئةٍ وتسعين كيلومتراً في الساعة لم يكن بإمكاني تفادي الارتطام به، كان يشبه أيلاً ضخماً بقرونٍ متفرعةٍ لها نهاياتٍ بارزة، بعد ما يقرب المِئة متر، استطاعت المكابح أخيراً أن توقف العجلات عن دورانها المستعر، هبطت مترنحاً بالكاد أرى أمامي بسبب الدماء التي كانت تغطي عيني إثر جرح غائر أصاب رأسي الذي ارتطم بمقود السيارة، بحثت كثيراً لكنني لم أجد شيئاً.

عدت للسيارة لتفقدها فوجدت انبعاجاً في مقدمتها ولكن لا أثر للدماء عليها، رفعت كتفي ولويت شفتي استغراباً وعدت أدراجي نحو مقعدي، أخذت عدة أنفاس لتمالك نفسي ومسحت الدماء عن جبهتي، ثم أدرت مفتاح التشغيل وقفلت عائداً نحو بيتي ونمت كالقتيل.

عندما صحوت من نومي صدمتني رائحة المعقمات التي خرشت أنفي، فتحت عيني لأجدني محاطاً بالبياض الناصع من كل اتجاه، طنين أجهزةٍ مزعج يجعل أعصابي تئن تحت وطأته، حاولت الحديث ولكنني لم أستطع، فقد كان هناك أنبوباً كبيراً يمتد نحو رئتي يمنعني من ذلك، لحسن حظي تنبهت الممرضة الجالسة إلى جواري لاستيقاظي وهرعت تنادي الطبيب المسؤول.

جاء والصدمة تعتلي وجهه وهو يقول متعجباً: يا لها من معجزة! كيف حدث هذا؟

بعد أن فحصني جيداً وتفقد مؤشراتي الحيوية أخبرني أنني كنت أرقد على هذا السرير منذ شهور عدة، بعدما وجدتني خادمتي صبيحة يوم الحادث مضرجاً بالدماء في سريري وطلبت لي الإسعاف، حاولوا جهدهم لمعرفة سبب غيبوبتي ولكن لم يجدوا لها تفسيراً فكل أعضائي كانت سليمة تماماً ما عدا ذلك الجرح فوق جفني الأيسر، واليوم بالذات كان مقرراً فصل أجهزة الانعاش عني، فليس هناك من معجزة قادرة على إيقاظي.. ولكن حدثت المعجزة! ولا أعرف إن كنت محظوظاً بها أم أنني بت ملعوناً للأبد!

فبعد ذلك اليوم اكتشف الطبيب الخلل الذي أصاب جهازي العصبي، فقدت قدرتي على السيطرة على شعوري بالألم، فتارةً لا أشعر به أبداً حتى وإن كانت الإصابة مميتة، وتارةً أخرى إصابة طفيفة تجعلني أصرخ لساعات، والأصعب من ذلك هو عدم قدرتي على النوم مهما حصل، أيام تلتها أسابيع وأنا متيقظ جداً، منهك الروح والجسد لا شيء يجدي نفعاً مع حالتي.

اليوم قررت تجربة حبوب مخدرة جديدة حصلت عليها من مهرب، يدعي أنها قادرة على إلقاء فيلاً ضخماً في سباتٍ عميقٍ، جاءتني الحبوب مع توصية خاصة بعدم تناول أكثر من حبة في وقت واحد مهما كانت الظروف،

تناولت الحبة الأولى ومرت ساعة وأخرى وثالثة ولم يزر النوم عينيَّ بعد، ورغم التحذير ولشدة التعب الذي أعانيه لقلة النوم منذ عشرين يوماً أخذت حبة أخرى، ابتلعتها دون ماء وجلست بانتظار زيارة السنة لعينيّ، بعد ما يقارب الساعة سقطت على سريري غافياً، وما بين الحلم واليقظة رأيتها متكورة في زاوية غرفتي المعتمة؛ بشعر أسود فاحم تنسدل خصلاته على جسدها كستار، وعينين سوداوين كبيرتين كهوة سحيقة، تتقاطر منهما دموع سوداء كالقطران، ونظرة حقد وألم شديدين ترتدي وجهها الشاحب البياض حتى يكاد يبدو رمادياً، لم تمهلني تلك الحبة وقتاً للتأكد مما أراه قبل أن تصرعني في نوم طويل امتد ليومين.

استيقظت من فترة رقودي بجسدٍ مخدر ووعي مشوش، يا ترى هل ما رأيته كان حقيقةً أم مجرد هلوسات سببتها تلك الحبوب؟

لم أجرؤ على تناولها مرة أخرى لأيام، ورغم ذلك كلما نظرت إلى تلك البقعة التي كانت تشغلها تلك ال... حسنا لا أعرف ما كنهها، شعرت ببرودة تسري في عامودي الفقري، وقشعريرة تجتاح جسدي يتبعهما ألمٌ مبرحٌ يدفعني للصراخ، مرت أيام أخرى دون نوم وغدت كل حركة بمثابة طعنة لجسدي من شدة التعب، مما اضطرني لتناول حبتين معاً هذه المرة، فلن أضيع وقتي في انتظار تأثير لا يأتي لحبة واحدة.

وكما حدث المرة السابقة رأيتها.. وهذه المرة كانت تحمل في يدها شيئاً ما يشبه قرن الأيل المعقوف الذي صدمته بسيارتي، رأيتها تسير على الهواء بلا قدمين، تقترب مني بتأنٍ مدروس ونظرة عينيها تزرع الرعب في روحي، دقائق مرت عليَّ كدهور قبل أن تصبح بجانب سريري، مدت يدها.. لمست يدي وشعرت بجحيمٍ مستعرٍ يشعل جسدي، ثم همست بصوت كالفحيح ورغم ذلك ينز ألماً: لقد كان يومه الأول في عالمكم، كان فرحاً للغاية لأنني سمحت له بالخروج ليكتشفه، وارتدى جسد ذلك الأيل لكي لا يثير الرعب فيمن يراه، ولكنك لم تمهله ليستمتع حتى بذلك، قتلته دون رحمة وركبت سيارتك وعدت لتنام وكأن شيئاً لم يكن.

حاولت النطق للدفاع عن نفسي، ولكن شيئاً ما كان يسد حلقي ويكتم أنفاسي.

قبل اختفاءها وسقوطي في وهدة النوم؛ سمعت فحيحها وهي تقول: لن أكون كبشري مثلك بلا رحمة، وسأعطيك الخيار رغم أنك اجتثثت روحه بلا أي خيارات، لك أن تمضي حياتك بلا نوم، وأنا سأكون رفيقة سهدك وحتماً ستؤول للجنون وتضع حداً لحياتك بيدك، فمنذ اليوم لن يجدي أي نوع من الأدوية ولا غيرها في حالتك نفعاً، أو ستقدم قرباناً بشرياً في ذات التاريخ من كل عام، في ذات المكان الذي أزهقت فيه روح طفلي، وعليك احتمال صرخات ألمهم، ففي كل مرة ستقوم بقتلهم عليك أن تعذبهم أقسى عذاب.

أنا وسهادك وجنونك، أو عذاب الضمير واحتمال صرخاتهم، هذا إن كنت تمتلك ضميراً!

وإياك ثم إياك تناول الحبتين الأخيرتين قبل اتخاذ قرارك النهائي، لديك أسبوع منذ الآن لا تنسَ، أنا بانتظارك.

هل كانت تظن أن بإمكاني النسيان حقاً؟!

أسبوع مر عليَّ بهلع يثير القشعريرة في روحي والكل يتساءل عن سر ذلك الحرق الذي لا يشفى في ذراعي، ربما يأتي يوم وأخبركم فيه ما حدث لي ولكن الآن لدي قرار عليَّ اتخاذه، مددت يدي المرتجفة نحو الجارور المجاور لسريري، وسحبت ظرفاً ورقياً يحتوي حبتين خضراوين، تجرعتهما مع كوب ماء بطعم العلقم، وسقطت على سريري مستعداً لمقابلتها.

لو كنتم مكاني ماذا كان سيكون خياركم؟ فكروا جيداً قبل أن تجيبوني.

لكم الخيار

جهاد جودة

 

 

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350373
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205071
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190119
4الكاتبمدونة زينب حمدي176665
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138365
6الكاتبمدونة مني امين118812
7الكاتبمدونة سمير حماد 112591
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103799
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101150
10الكاتبمدونة مني العقدة98533

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

1808 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع