رَقَائِقُ الذَّهَبِ ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْ سَبَائِكُ الذَّهَبِ ، أَوْ كُتُبٌ بِمَاءِ الذَّهَبِ ، هَذَا الْكِتَابُ ثَرِيٌّ وَنَفِيسٌ لِلْغَايَةِ ، لِمَا يَحْتَوِيهِ مِنْ نُصْحٍ وَأَرْشَادٍ ، وَتَذَكُّرٍ وَوَعْظٍ ، بِدَايَةُ الطَّرِيقِ نَحْوَ الْعَمَلِ ، الْأَمَلُ ، النِّسْيَانُ ، . وَكَأَنَّكَ زُرْتَ طِبِّيًّا نَقْسِيًا وَشَكَوْتَ لَهُ كُلَّ مَابِك ، وَمِنْ ثَمَّ أُرْشِدُكَ الصَّوَابَ ، سَتَجِدُ مِنْهُ مَايُفِيدُكَ ، وَيَرْفَعُكَ ، وَيَنْفَعُكَ ، سَيُنِيرُ بَصَرَكَ بِمَنْ حَوْلَكَ ، سَيُشَجِّعُكَ ، وَيُبْقِي صَدِيقَكَ الْوَحِيدَ مَوْضُوعَاتُهُ اجْتِمَاعِيَّةٌ وَفَرْدِيَّةٌ ، يُخَاطِبُ الْفَرْدَ وَالْجَمَاعَةَ وَهَدَفُهُ النُّصْحُ وَالْبَصِيرَةُ ، وَالْالْمَامُ بِرُوحِكَ وَالسُّمُوُّ نَحْوَ غَايَاتِكَ وَمَطْمَحِكَ ، قِيَمِكَ ، حُلْمُكَ ، الْمَكِّ ، ظُلْمَكَ ، خَوْفَكَ ، وَلَكِنْ لَايَتْرُكُكَ فِي الظُّلُمَاتِ ، رَقَائِقُ الذَّهَبِ تُخْرِجُ ظُلُمَاتِكَ ، تُدَاوِي نَفْسَكَ ، تَشْفِي غَلِيلَكَ ، تُقَوِّي إِرَادَتَكَ ، تَهْدِيكَ الْأَمَلَ ، الْكِتَابُ مَزِيجٌ مِنْ رُؤْيَا الْحَيَاةِ الْأُجْتُمَاعِيَّةِ وَالْحَيَاةِ الشَّخْصِيَّةِ الْفَرْدِيَّةِ ، يُخَاطِبُ الْفَرْدَ لِيُدْرِكَ قِيمَتَهُ ، وَحَيْرَتَهُ ، وَابْتِسَامَتَهُ ، أَلَمَهُ ، تَقْدِيرَهُ لِذَاتِهِ ، مُثَابَرَتَهُ ، وَيَحُثُّهُ عَلَي تَشْجِيعِ نَفْسِهِ بِنَفْسِهِ فِي ظِلِّ الصِّعَابِ ، _ أَنْتَ تَسْتَطِيعُ - تَشْجِيعٌ صَرِيحٌ لِلتَّفَاؤُلِ ، يُعَلِّمُكَ التَّوَاضُعَ ، وَكَيْفَ تَكُونُ بَطَلًا فِي حَيَاتِكَ ، عَزِيزَ النَّفْسِ ، قَوِيٌّ غَيْرُ ضَعِيفٍ ، وَبِهِ جَانِبٌ تَعْلِيمِيٌّ أَيْضًا يُعَلِّمُكَ قِيمَةَ عَمَلِكَ وَعِلْمِكَ وَمَاهِيَّتَكَ الْحَقِيقِيَّةَ ، وَانْ تَكُنْ ذُو أَثَرٍ طَيِّبٍ ، وَكَيْفَ تَعْتَنِي بِنَفْسِكَ أَوَّلًا ، وَيَتَنَهَّي بِشَيْءٍ جَمِيلٍ جِدًّا وَهُوَ السَّلَامُ النَّفْسِيُّ نِهَايَةً مُوَفَّقَةٌ جِدًّا بِعد مَا أَخَذَكَ لِشَتِي الْمَوْضُوعَاتُ وَلَوْ أَنِ الْتَزَمَ النَّاسُ بِمَا قِيلَ فِي هَذَا الْكِتَابِ لَوَجَدْنَا أَنْفُسَنَا نَعِيشُ فِي - الْمَدِينَةِ الْفَاضِلَةِ - الَّذِي تَمَنَّاهَا فِي غِلَافِ الْعُنْوَانِ ، وَكَأَنَّ كُلَّ حَرْفٍ كُتِبَ فِي هَذَا الْكِتَابِ سِلْسِلَةٌ مُتَرَابِطَةٌ جِدًّا ، حَتَّي وَأَنْ بَدَأَتْ مُتَفَرِّقَةً ، وَمَوْضُوعَاتُهَا مُتَنَوِّعَةٌ ، تِلْكَ الْمُفَارَقَةُ بَيْنَ الْمَوْضُوعَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالْفَرْدِيَّةِ ، الدِّينِيَّةِ ، وَهُنَاكَ بَعْضُ الْمَوْضُوعَاتِ الْغَزَلِيَّةِ لِتكْثُرَ حِدَّةُ الْأَلَمِ وَيَضَعَ جَوًّا مِنْ الْبَهْجَةِ مِثْلِ مَوْضُوعَاتِ الْكَفِّ الْحَانِيَةِ ، أَخْلَاقِ الْمُحِبِّينَ ، أَرِيَح الْحُبِّ ، مَقَامِ الْعَاشِقِينَ ، مَاهِيَّةِ الْحُبِّ ، شَارَاتِ الْعُشَّاقِ ، كَيْنُونَةُ الْحُبِّ ، رِفْقًا بِالْمُحِبِّينَ ، لُغَةُ الْعِشْقِ ، وَكَأَنَّهُ يَحْدُثُ جَوٌّ عَامٌّ مِنْ الْأُلْفَةِ مِع الْقَارِئِ ، بَعْدَمَا نَصَحَهُ بِشَدِّهِ وَاوْصَاهُ ، وَعَدَّدَ مَأْسِيهُ وَاوْجَاعَهُ دُونَ انْ يَشْعُرُ - القارئ- وَاضَافَةِ مَوَاضِيعَ دِينِيَّةٍ ، وَمَوَاضِيعَ اجْتِمَاعِيَّةٍ مِثْلِ تَنْشِئَةِ الْأَجْيَالِ ، ، فَتَنَوُّعُ الْمَواضِيعِ تُسَاعِدُ عَلَي ابْقَاءِ الذِّهْنِ يَقِظًا وَالْأَلْمَامِ بِكُلِّ مَا جَاءَ فِيهِ ، كَمَا انْهُ يُخَاطِبُ كُلَّ الْفِئَاتِ وَلَا يَقْتَصِرُ عَلَي فِئَةٍ مُعَيَّنَةٍ ، فَحِينَ تَقْرَأُهُ سَتَشْعُرُ مُنْذُ اللَّحْظَةِ الْأُولَيِّ أَنَّهُ كِتَابُكَ ، مُتَفَصِّلٌ لَكَ وَعَلَيْكَ ، وَكَأن- الْكَاتِبُ قَدْ أَطَّلَعَ عَلَي كُلِّ مَافِي خَاطِرِكَ فِي جَلْسَةٍ وَاحِدَةٍ ، لِيَسْرِدَ وَيُبْدِعَ وَيَتَأَلَّقَ فِي امْتَاعِكَ بِالْحَقَائِقِ وَالْخِبْرَاتِ ، نَقْلُ بِدِقَّةٍ كُلَّ مَاتَحْتَاجَةُ ، الْكِتَابُ اخْتِصَارٌ لِجَمِيعِ كُتُبِ التَّنْمِيَةِ الْبَشَرِيَّةِ وَالنَّدَوَاتِ ، اقْرَأْهُ وَسَتَشْعُرُ أَنَّهُ قَدْ غَيَّرَ فِيك خَصْلَةٍ ،وَأُوجِدُ هَدَفًا ، صَفَعُكَ بِقُوَّةٍ لِتَبْكِيَ عَلَيَّ سَذَاجَتِكَ ، وَتَفُوقَ مِنْ غَفْلَتِكَ ، سَتَخْرُجُ مِنْهُ وَاحِدًا آخَرًا غَيْرَ الَّذِي كُنْتَ قَبْلَ قِرْآتِهِ ، سيشفِي جُرُوحَكَ وَيُطَيِّبْ خَاطِرَكِ وَسَتتَخْذْتُهُ صَدِيقَكَ ، مَوْضُوعَاتُهُ مُنْتَقَاهٌ بِعِنَايَةٍ وَدِقَّةٍ شَدِيدَةٍ ، الْكِتَابُ بَعِيدٌ عَنِ الْأَسْهَابِ وَالتَّطْوِيلِ بِدُونِ فَائِدَةٍ ، الْكِتَابُ مُوجَزٌ مُنْجَزٌ مُفِيدٌ نَافِعٌ هَادٍ ، . ادْعُو اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ ، فِي يَوْمٍ قَرِيبٍ هذْكُرُ أَنَّ كِتَابَ رَقَائِقِ الذَّهَبِ كَانَ سَبَبَ عَظِيمٍ أَوَيْ فِي حَاجَةٍ هعْلِنُ عَنْهَا قَرِيبًا بِإِذْنِ اللَّهِ ، أُسْتَاذَنَا الْفَاضِلَ بَارَكَ اللَّهُ فِي تِلْكَ الجُهُودِ الطَّيِّبَةِ ، كُلُّ كَلِمَةٍ فِي الْكِتَابِ دةٌ فَرِيدَةٌ مِنْ نَوْعِهَا ، كِتَابٌ رَائِعٌ يَحْتَوِي عَلَي ١٥٢ صَفْحَةً وَاللَّهِ وَاللَّهِ اللي قَرَأَهُ كَأَنَّهُ قَرَأَ حَاجَاتٍ كَتِيرْ ، انَا فِعْلًا مُنْبَهِرَةٌ بِالْكِتَابِ مَاشَاءَ اللَّهُ ، خَوَاطِرُ فِي الْفِكْرِ وَالْحَيَاةِ رُؤْيَةٌ جَيِّدَةٌ جِدًّا لِمَوْضُوعَاتِهِ ، . بَلْ هَيُغَيِّرُ تَفْكِيرَكَ عَنْ الْفِكْرِ وَالْحَيَاهِ