وقفت على ناصية الفراق أتأمل ، أأهجر من غير مبرر؟
أم أفعل كما العادة و أدعي الغباء والبلاهة؛ أم أتحرر؟
أأطرق أول باب من شارع الخديعة وأتنكر بثوب الحملان الوديعة؛ لأتجرع من ساكنيه كاس الخذلان المر ،وأدعي المتعة ؛أم أختفي بلا رجعة؟
أألج هذا الباب المفتوح من شارع بكاء الروح، الذي يبكي كبريائي ويدعوني للنزوح عن بلد كل مافيه مجروح ؟
وفيه من يقول: ياسيدتي مالك تتخذين هذا الرصيف البارد الموحش وطنا؟
اختاري بابا واعتنقي للحياة مذهبا ، إلى متى أنت شريدة في دهاليز الحيرة والخوف من المجهول؟
ماذا أقول ؟
أأخبرك أني أهوى هذا الخريف الدائم ،في هذا البلد الذي تؤلف فيه الغربة؟
أأعترف بأني أستلذ وأستسيغ هذا الألم البارد المتقطع، الذي يتخطف روحي في لحظات الغفلة، فيمزقها الى أشلاء، ويحلق بها إلى عنان السماء ؛ليهوي بها الى واد سحيق تسكنه الحيايا والثعابين فتلقفها وتبتلعها على دفعات؟ ثم لا تلبث إلا أن تبعث من جديد لأجد نفسي على ناصيه الفراق.