لقد كنت أكذب ،حين أخبرتك أني بخير، وأنها مجرد همهمات خاوية تردد صدى لأفكار بالية وستمضي، وسأعود كعهدك بي دمية مطيعة خانعة؛
كنت أكذب حين قلت أني نسيت كل مامضى من مناكب الطفولة البائسة .
وكذلك حين تضاهرت بالسعادة لاهتمامك المزعوم بي ، وبتصنعك الألم لأجلي
حين كنت أتصرف كالمراهقة تفاعلا مع غزلك المبتذل،
لأني فقط كنت أبحث عن محطة فارغة ،لا سلع معروضة ولا غرامة على الوقوف ،فقط بعض السكينة المستعارة؛ أستعين بها على رحلتي إلى مدينة الموتى ,حيث تقطن هواجسي وأمالي , حيث يتزاوج فيها الحلم بالكابوس، ليتهجن واقعي بمسخ جديد بلا ملامح ولا هوية .
فانا أعلم انك تكذب مثلي وأكثر ، رغم إصرارك على مقتك العميق للكذب والخيانة، التي ربما كان مفهومها عندك غيرها عند باقي البشر؛ لأنك ببساطة خائن بكل مقاييس الإنسانية؛لكن لا ضير, ففي مدينتي تدفن الانسانية بجوار المنطق ,حيث يجثو على قبريهما اليأس بكل ثقله، بنعيقه المؤذن لحقبة جديدة من دوامة البؤس والسواد
غير أني رأيت الاستراحة مغرية ، فقرت اسطحابك معي في رحلتي نحو الهاوية، فهناك تقبع آخر حصون مدينتي الغالية مدينه القلوب المنكوبة والأرواح التائهة .