لا بد أن نعترف اننا جيل مسكين، انهكته التجارب الإنسانية الموجعة، وتآمر عليه موقعه الجغرافي المميز، وافسدته الأفلام المصرية القديمة الغارقة في الشجن بالضبط.كما افسدته الاغاني الرومانسية التي تغلغلت في مسامه وكتبت تاريخه،
لا بد أن نعترف أن عبدالحليم وام كلثوم ووردة وشادية ونجاة وفيروز وعبدالوهاب وعمرو دياب وأمير عيد طاردونا طيلة شبابنا وعنفوان نضجنا،
وصعدوا وراءنا سلم بيتنا القديم بتراثيته وروائحه الزكية وصاحبونا لغرفة نومنا ولم يتركونا نخلد للنوم،
يجب أن نعترف أن الحلم اختلط بالحقيقة والواقع اختلط بالامنيات، وأننا ارتبكنا،
ولم نعد نقو على استيعاب ما يحدث حولنا لفرط هشاشة مشاعرنا واحباطات واقعنا،
لكننا ما زلنا نحتفظ بطفولتنا وتشبثنا العجيب بمخزون الاغاني الرومانسية والأفلام العاطفية وتترات المسلسلات،
جعل منا جيلا لن يتكرر، شابا لا يهرم ،
مازال قادرا على الحب والبدء من جديد، رغم ما يحدث حوله من جنون وعبثية.
قولوا لي،
او ليس هذا عصب الإيمان وقوة العقيدة؟!