تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي بين الفينة والأخرى, بفيديوهات وصور وشكاوى شديدة اللهجة, ضد الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الصحة, بما يجعل الغالبية من المتابعين يتعاطفون مع الحالة المستغيثة بشكل كبير وواسع الانتشار,
فهذا يدعو على وزارة الصحة ومنسوبيها وإدارييها, وهذه تشتكي بحرقة من تقصير الأطباء بمستشفى ما, وهؤلاء يجتمعون ليصبون جام غضبهم على سوء الإمكانات وقلة التدابير بالمراكز الصحية والمستشفيات.
ولا عجب في كل تلك الصور والمرئيات, فبكل تأكيدٍ هم في ضائقة صحية وصعوباتٍ ألمّت بهم فراحوا يستغيثون بكل ما يستطيعون من أدوات, وأهمها النشر على منصات التواصل الاجتماعي, بفزع غير مصنوع, وبحرقة حقيقية وطبيعية.
إلا أن العجب العجاب والاستغراب الشديد, يكون من قطاعً عريض هو ليس بالقليل, يتابع تلك المناشدات, ويسهم في نشرها بضراوة, غير مبالٍ حتى لو تلقفتها أيادي صناعة الإعلام المضاد المعروف لنا جميعا, ممن ينتظرون أي صرخات سواءًا كانت بالحق أو بغيره ليُسيئوا إلى وجه الوطن وإدارته وكل من فيه.
هذا القطاع من الناس, الذي اتعجب منه كثيرًا, والذي يجري وراء نشر أي أخبار تُظهر أي تقصير في أي منظومة داخل إدارت الوطن, هو نفسه الذي قد يكون متسببًا في ازدياد الحالات المصابة بالوباء, وقد يكون هو الذي تقاعس عن اتخاذ الاحتياطات الوقائية الصحية التي اعلنتها حكومة البلاد ووزارة الصحة و الاعلام و العقلاء من المجتمع ليل نهار, ونجد الكثيرين منهم هم ممن قد ضربوا بكل ذلك عرض الحائط, وسافروا في نهاية شهر رمضان المبارك وفي إجازة العيد إلى ذويهم بمحافظات مصر, والتقوا بمن يتمنون وتسامروا وتجمعوا دونما أي تباعد اجتماعي, ثم منهم من رجع إلى موطن إقامته بعد الإجازات لينشر الوباء بشكل تابعناه جميعا في قفزة كبيرة ومحزنة في أعداد المصابين,
وقد كان من المتوقع مع هذه الممارسات, ومع زيادة الأعداد, أن تُرهق منظومة الصحة في بلادنا بلا أدنى شك, وكان من المفهوم أن نرى هذه الفيديوهات المؤلمة - التي نسأل الله أن يشفي ويعافي كل من فيها يعاني - بعد أن راقبنا ما جرى في تلك الفترة المذكورة من لامبالاة الكثيرين واستهزاء المستهزئين من كل من دعا إلى أخذ الحيطة والحذر حتى لانرى أهلنا من المصريين يعانون.
هذا الفريق الذي يتعاطف اليوم مع المصابين, منه من كان بممارساته لهم بالفايرس ناقلًا, وفي مأساتهم مشاركًا, وبإهماله للتوجيهات الوقائية -التي ألحت عليه بها الدولة- عاملًا أكبر في حدوث الإصابات لهم, وسببًا في ظهور تلك الفيديوهات المؤلمة, والتي يقوم بنشرها بيده اليوم عبر منصات التواصل الاجتماعي, وقد يكون هو الذي ترأس يومًا ما حربة انتشار الوباء بين جموع الناس جانيًا عليهم وهو لايدري.