إنتشرت في السنوات الأخيرة، على منصات التواصل الاجتماعي المتعددة نوافذ سيئةَ السمعة، تُطل علينا من خلالها وجوهٌ كريهة، وشخوصٌ برائحة عفنة، تلقي علينا سيناريوهات آثمة مع لقطات فيلمية فاضحة، ليس منها هدف إلا الكسب الدنيء وجمع المال المذِل كما لو أن الرزق ليس في السماء وكما لو أن على هؤلاء واجب العبودية لغير الله كي يستعجلوا أرزاقهم التي هي لهم، وفي كتابٍ مكتوب أنها ستتنزل عليهم.
نعم، كما فهمت عزيزي القاريء، إنها القنوات الشخصية التي تَلوث بها كثيرون، وتحت براثن سوادها ينزلقون، وبأيديهم وإرادتهم بالسوء ينشرون، فمنهم من تصور نفسها بمشاهد مخِلّة، ومنهم من يقوم بتصوير أسرته وأهل بيته بشكلٍ مبتذل يدعو إلى الاشمئزاز.
وتناسى هؤلاء أنهم بذلك يضروننا كشعب ووطن، حيث يبثون على المنصات ما يسيء لسمعتنا الاجتماعية والأخلاقية، ونلحظ ذلك من خلال بعض التعليقــات المسيئة التي يتفاعل بها المشاهدون من مصر وخارجها، بما يوحي بأننا شعبَ سُخرة، وكما لو كنا أسقطنا القيم والمباديء، في حين أننا لسنا كذلك،
وعلى الجانب الآخر، يضرنا البعض من هؤلاء الموتورين، حين يفتحون قنوات تركز على تهويل أي جريمة لتحويلها إلى فضائح أو للإيحاء بالضعف الأمني كما لو كنا في غابة ليس فيها أمن ولا أمان، في حين أنها جرائم عادية تحدث في كل بقاع الأرض، لكن بتهويل هؤلاء تصبح الجريمة العادية عندنا كما لو كنا في أرض الجرائم نعيش.
ولا نغفل أن كل ذلك يضر بشكل مباشر ومؤثر، في الجذب السياحي للوطن، إذ أن مَن يتابع تلك القنوات يخشى على نفسه السفر إلى مصر، ويضر بذلك مصالحنا القومية اقتصاديًا.
هذا بخلاف ضياع وإهدار الكثير من الأموال التي يدفعها المشاهدون وتذهب لأصحاب تلك المنصات بالخارج، مما لا يعود على اقتصادنا بأي نفع.
الأهم من كل ذلك عزيزي القاريء، هو إنني أهيب بكل من يستخدم تلك المنصات أن يقاطع تلك القنوات الضارة والمُضِرة، لأن مجرد دخولها ومتابعتها يُعد دعمًا أساسيًا لها، وأن ننتقي ما نتابعه في تلك المنصات حتى لا نكون حلقة في سلسلة ضرر أنفسنا والوطن.