لاشك أن الأحداث الجسام التي تقع بالأوطان تحتاجُ إلى تكاتف و تماسك من المجتمع أكثر بكثير من أي أوقاتٍ أخرى يكون الأمر فيها يسير, إذ أن الأحداث الجلل تحدث كل حين من الدهر, و يصطدم بها الناس في مواجهات عنيفة بين مصدقٍ و غير مكترث, و مهتمٍ و غير مبالٍ, و منتبهٍ و غير آبه.
و تمر الآن دولة الصين بحدث كبير, نتابعه جميعا و نعرف عنه شيئا و نغفل عنه الكثير, و نرى كيف هي الفجيعة التي منيت بها الصين بسبب وَقْع هذا الانتشار الفيروسي لفايرس "كورونا" و كيف هو الهلع الكبير الذي ينتاب العالم كله جراء أخبار هذا الحدث الجسيم.
و نحمد الله تعالى أن هذا الإنتشار لم يحدث في وطننا الحبيب مصر –إلى الآن- و لم تُسجل إصابات بالفايرس إلى وقت كتابة هذه السطور, و ندعو الله أن لا نقع في مصرنا تحت انتشار لهذا المرض الخطير.
إلا أنه و رغم عدم تسجيل حالات انتشار, فلابد و أن نبدأ في حملات كبيرة و قوية أكثر كثيرا مما نحن عليه الآن في مؤسسات الدولة الصحية و الوقائية , و الثقافية و التعليمية و الإعلامية, بحيث نصل إلى ترقية الوعي العام لدى المواطن و كل الأجهزة الحكومية بخطورة هذا الفايرس, و ضرورة اتخاذ الأساليب التحذيرية و الوقائية منه.
بل و التدرب بالفعل على التعامل مع الإصابات إن حلت و وجدناها بيننا, و تكون الآن على سبيل التدريب و التعليم و تنمية الوعي الوقائي و الصحي بين جموع العامة من الناس, و وجوب أن نصل بالناس إلى نقطة الاهتمام الشديد و العالي بمدى خطورة الأمر, حتى لو أننا لم نقع تحت طائلته.
فحسابات المخاطر و إدارته تستوجب على مؤسسات الدولة و على كل فرد في المجتمع لديه تأهيلا طبيا أو وقائيا طبيا, القيام بهذا التدريب التوعوي و الثقافي باهتمام بالغ, في مجالات كيفية اكتشاف الإصابة و كيفية التعامل مع الحالات -كما لو كانت حدثت- رغم عدم حدوثها, و كيفية الإبلاغ عن الحالات و كيفية العزل للمريض و إلى ما غير ذلك و هو كثير.
و أرى أن الوقت قد حان بشدة, للبدء في حملات إعلامية لتوضيح ذلك و بشكل مركز و بتكرار مُلِح, و في شتى أدوات الثقافة و الصحة و الإعلام و التعليم و بنشرات توعوية لدور العبادة لإلقائها على الناس في خطب الجمعة و دروس الأحد.
إن تعاملا مستهينا بخطورة هذا الأمر , و ترك توعية الناس بقدرٍ كبيرٍ من الجهد التثقيفي, لكفيل بأن ندفع ثمنه غاليا إن حدث لاقدر الله انتشارا لهذا الفايرس بشكل أو بآخريوما ما.