28-6-2012 | 09:37
كان من اللازم اللازب أن تشتد المعركة الإنتخابية على منصب رئيس جمهورية مصر العربية بين الفرق السياسية و التوجهات الأيدلوجية المختلفة على أرض مصر , و هو مشهد متوقع و طبيعي , , و من طبيعيته أن يمتد التعارك الفكري و النقاشي أيضا إلى أنصار الفرق المختلفة التابعة لتلك التوجهات المتعددة و التي تسعى لإقناع الآخر بوجهة نظرها قبل حسم نتيجة تلك الانتخابات.
و المؤسف في المشهد هو أن جولة الإعادة في تلك الانتخابات قد شهدت استقطابا حاد و شديدا لم يسبق له مثيل خلال الفترة الإنتقالية بمصر , , إذ تم احتساب أي مؤيد للدكتور مرسي على أنه من الإخوان المسلمين و أي مؤيد للفريق شفيق على أنه من "الفلول".
و تعامَلت الأطياف المختلفة على الساحة على هذا الأساس , و مع تزايد وتيرة النقاشات و التي زادت من سخونتها بعض الإشاعات ليصل التحاور إلى تناحر , و ليرفض الناس بعضهم بعضا على مجرد الإختيار , , و هو الذي كان يحتاج لنشر ثقافة وجوب التسليم بحرية كل منا في الإختيار دون استعداء على أساس هذا الاختيار لأنه من حرية التعبير و الرأي.
أما و قد انتهت المعركة الانتخابية الشديدة الآن, و فاز بمنصب رئيس الجمهورية الدكتور مرسي , , و لما ألحظه من استمرار تلك النقاشات و المشادات و الاتهامات التي على أساس الإختلاف في الاختيار , , أجد أنه من واجب كل منا الآن أن يعمل بين الناس على نشر ثقافة عدم الخلاف على أساس اختلاف الاختيارات, و على وجوب نبذ تلك الاتجاهات التي تستفز الآخر و تخلق منه عدوا من لا شيء, و أن اختلافنا في الاختيار ليس بالضرورة أن يؤدي إلى خلاف و صراع شخصي بين المختلفين في هذا الاختيار.
كما أنني أدعو إلى توصيف مصطلح "فلول" الذي انتشر التراشق به لكل من كان يؤيد الفريق شفيق و هذا وضع غير منطقي و غير صائب, إذ أن هناك الكثيرين ممن أيدوا الفريق شفيق ليس لهم أي مصالح لا معه و لا مع الحزب الوطني المنحل و لم يكن لهم أي استفادات في عهده,
و الذي افهمه هو أن مصطلح "فلول" ينطبق على من استغل منصبه أو استفاد بطرق غير مشروعة متورطا في فساد مع الحزب المنحل و من ساعد النظام البائد على الاستقواء و الاستمرار في الإضرار بالشعب و الوطن و هذا محله ساحات القضاء.
و ليست تلك الأوصاف بالطبع تنطبق على من اختار الفريق شفيق , لذلك ادعو إلى مصارحة أمام انفسنا مع جموع الناس من حولنا على المفاهيم, و مصالحة تحوي فهما مهما بأن نبتعد عن الخلاف الذي على أساس الاختيار, و من ثم مصافحة لجموع أبناء هذا الوطن تنتشله من عذابات الإنشقاقات الفكرية التي نجمت عن حق أصيل لكل منا في أن يختار مَن يختار.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أشرف الكرم
مهندس استشاري معماري
المصدر
http://gate.ahram.org.eg/Topics/1010...%83%D8%A9.aspx