كم قرأنا وتابعنا أخبار تلك المحرقة اليهودية التي قام بها النازيون، وكم تباكى العالم بسبب تلك المحرقة التي يؤكدون أنها تمت وطالت الكثيرين من البشر، الذين ظُلموا وسُحقوا وودمرتهم المحارق النازية، مما جعل العالم الغربي يُسن القوانين التي تُجرم مجرد نفي حدوث المحرقة اليهودية، ويحاسبون الناس على نفيها أو تكذيبها، وتم اعتبار من ينكرها بأنه معادٍ للسامية وبأنه ينشر الكراهية ضد الأعراق والأجناس المختلفة.
واليوم، ونحن نعاين ونرى حرب الإبادة التي يشنها الكيان ضد أهل مدينة غزة من المدنيين العزل، الذي لا حول لهم ولا قوة، نستذكر البكائيات التي قام بها يهود العالم، والتي وصلت الى المطالبة بالتعويضات الكبيرة من الدول المعنية، ونتعجب كثيرًا حين تدور أحداث غزة، على أيدي من تجرعوا كئوس الحرق والقتل الجماعي المنظم، ليكونوا هم الذي يقترفون نفس الجرم البشع الذي مازالوا يبكون منه إلى اليوم.
ولا يقولن قائلٌ بأن الفصيل الذي كان يحكم غزة قد بدأ التعدي، وبدون الدخول في نقاشات الخطأ والصواب، أسارع لأقول: لا توجد في الدنيا أي تبريرات للإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان المحتل بغزة، تحت سمع وبصر العالم أجمع، فحجم التعدي على الإنسانية قد بات مخيفا وقاسيا، ودرجة الإجرام قد تعدت كل الحدود البشرية وقد احترقت حقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب تحت أقدام الآلة المجرمة التي تقتل الناس ليل نهار لتقدم المحرقة الجديدة بأيدي مجرمة وآثمة.
ولست أدري، لِمَ لم تقف الدول العربية والإسلامية بشكل قوي لدعم موقف موحد تجاه المعتدي الغاصب، بل لم يقفوا أيضًا مع مصر ببسالة، في موقفها من منع التهجير ومناداتها بقبول خطة إعادة الإعمار، كي يُجبروا القتلة والمجرمين على الانصياع للقانون الدولي والأعراف الإنسانية، ولكي يُقووا الإنسان في غزة، كي يستطيع أن يَقوى ليبقى على قيد الحياة.
وليس أمامنا نحن أبناء الشعب المصري ما نقدمه للشعب الفلسطيني، سوى أن ندعم القيادة السياسية المصرية وجيش مصر العظيم، في كل الخطوات والإجراءات التي يتم اتخاذها لصالح القضية الفلسطينية ومنع محوِها، وقوفًا قويًا يصطف فيه الشعب صفًا واحدًا خلف قيادته، لا نحيد عن ذلك قيد شبر.