أفضل أداة يستخدمها البعض، لإحداث الصدع ونزع الثقة بين المواطن وإدارة حكم البلاد، وبين التوجهات المتنوعة بين أبناء الوطن الواحد، وزرع التشكك والريبة بينهم، وبالتالي الوصول إلى مآرب لا يعلمها إلا الله، هي "البلبلة".
والبلبلة هي نشر الاضطراب في التفكير عند الناس، واعتماد إثارة الرؤى الغير منضبطة بتوثيق ولا مؤكدة بتحقيق أو تحقق،
وهكذا تكون تلك الآراء والرؤى منتشرة ومختلفة، ليتلقفها القراء -دون وعيٍ بضرورة التأكد من صحتها قبل الاقتناع بها- وللأسف يقع في ذلك المنزلق كثير، فيتأزم الموقف ويحدث الصدام الفكري الحاد -بداية الاحتراب- بين أبناء الوطن الواحد، فيصاب الوطن بالهزال، ويحدث ما قد تابعناه كثيرًا وبنفس السيناريو في البلدان التي انكفأت على الأرض بلا عودة.
إخوتي القراء الكرام، أنا لا أقصد موضوعًا بعينه، ولا أشير إلى حادثة بذاتها، بل أشير إلى فكرة لئيمة، تمثل أداة في يد البعض ممن يريدون الإضرار بالوطن عن عمد، أو ممن يحتقنون ضد من يدير البلاد بسبب أو أحيانا بغير سبب، ممن يكون وازعهم عبارة عن منطلقات نفسية نتجت بسبب التنشئة في أُسَرٍ مضطربة، ينتج عنها دوافع سلبية تجاه كل من يمسك بزمام اي ادارة في البلاد.
وفي زمن البلبلة، تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من الأفكار المتضاربه والأخبار المتنوعه مما ليس عليه دليل مع انتشار الاتهامات التي توجه في كل اتجاه لإحداث هذه البلبلة، والتي تدل على وقوع الغالبيه في منزلقاتها دون أن يشعروا.
فما يلبث أن يتسلم مسئولٌ إدارة العمل، وقبل أن يُقدِم على أي أداء، نجد التركيز على نشر الأخبار الصحيحة والغير صحيحة دونما أي تثبُت أو تحقُق، وللأسف يساعد في نشر تلك البلبلة أناس لا يُقِيمون للكلمة ونشرها وزنًا، ويتمادى الجميع في النشر، لدرجة أن كلمات توضيح الحقيقة تكون باهتة ضائعة، في خضم هذا الكم الهائل من نشر الأخبار المغلوطة.
إنني لا أقول بعدم نشر أي أخبار، ولا أقول بتكميم الأفواه، ولكنني أدعو إلى تحري الصواب في النشر، وعدم الانسياق وراء كل من له دوافع لا نعلمها، لتمرير ما يقوم بطرحه في تلك المنصات، فنكون مشاركين في جرمٍ قد يكون سببًا في إثارة البلبلة في نفوس الناس، وبالتالي تتحول إلى مشاعر سلبية ضد إدارة الوطن، وعلى الفور تتحول إلى سلوكٍ غاضب يظل في صدور الناس، لنحصد في الأخير نتائج خطيرة وقعت بها دول كبيرة من حولنا، وجلس ناشروا البلبلة فيها يبتسمون من وراء الجدران المنهارة.