نُفجع كثيرًا بين الحين والآخر, بما نفاجأ به من إرهابٍ أسود حاقد, ينال أحيانًا من جنودنا البواسل وأبنائنا الأبطال في سيناء وغيرها, قاصدًا زرع الهلع والخوف بين أبناء مصر وبث الرعب في جنباتِ الوطن.
ولو أن هذا الإرهاب ومن يقومون عليه ومن يحرضون عليه ومن يباركونه خفية وخلسة وخفاءً, لو كانوا في مواجهة علنية مع أبطال قواتنا المسلحة لما نالوا منا شيئا ولو حاولوا, لكنهم بخسة الجبن ونذالة الإنحطاط, يضربون دون مواجهة ويزرعون الفخاخ بمواربة, مما يجعل الحرب على هذا النوع من الإرهاب ليست بالسهلة لأنها ليست نظامية.
ولما كان هذا هو الواقع الحاصل, فلا مناص من أن نتعامل مع واقعنا بتحديد مناطق القوة والضعف في حالة المواجهة مع هؤلاء القتلة المجرمين ووضع قواعد تتناسب مع حيلهم طرقهم ووسائلهم ومموليهم ومناصريهم ممن يعيشون معنا, وبيننا يتحركون ومعنا يتعاملون وهذه مسئولية قياداتنا السياسية والعسكرية والإدارية وهم بها جديرون.
لكن أيضا يكون علينا نحن مسئولية جماعية حيال حالة الإرهاب الذي يطل علينا بوجههة الأسود المجرم, وهي إحباط ما يرنو إليه أعداءنا من وراء هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية, ولاشك في أن ما يرمون إليه هو إهتزاز الثقة بيننا وبين قيادتنا السياسية والعسكرية, وبث روح الإحباط فينا وإحداث بلبلة فكرية للتشكيك في قدرتنا على المواجهة.
وفي ذلك المضمار يكون علينا أن نؤمن بقدرتنا على دحر هذا الإرهاب الجبان, إذ أن إجرامًا تغذيه جهات دولية محيطة بنا من كل صوب وحدب, وتشعل نيرانه دولًا محيطة قريبة وبعيدة ليعتبر تحدٍ كبير وشديد تنوء بمواجهته دولًا متحدة ولم تستطع مواجهته بلاد الغرب والشرق حين داهمهم, ووصل إلى تحطيم أكبر حصونهم في داخل هذه البلدان على قوتها التقنية والمعلوماتية,
ولا ننسى أن ذلك الإرهاب عندنا قد تلقى ويتلقى ضرباتٍ مستمرة وموجهة بدقة تصل إلى الإمساك بقياداته داخل وخارج مصر في تعقب ماهر لكل عناصره إضافة إلى ضرب معاقله وإحباط مخططاته الهادفة إلى فصل سيناء كما كانوا بذلك يحلمون.
ولا تتأتى تلك النجاحات –رغم الأحداث المتناثرة- في ضرب هذا الإرهاب ومن وراءه على أرض مصر, إلا نتيجة لكفاءة التعامل مع هذه الماكينة الضخمة من هذا الإرهاب, ونتاج دقة متابعة وإدارة بخطط مدروسة وواعية من قيادتنا التي تتابع هذا الملف بعناية ودراية.
إن أعظم ما نواجه به هذا الإرهاب الغاشم, هو أن تزداد ثقتنا في قياداتنا الذين يعملون ليل نهار لصد مؤمرات الخارج والداخل, وأن نتيقن من كفاءة وقدرة أبطالنا في القوات المسلحة الذين لا يعبأون بشيء إلا حفظ أرض الوطن, وتأمين أبناء مصر, والذين لا يبالون بأي أخطار في سبيل دحر هذا الإرهاب حتى لو كان الثمن هو تقديم أرواحهم لذلك فداء.