في كلية الطب جامعة القاهرة...وفي محاضرة التشريح قال استاذنا
جسم الانسان مثل البيت
تماما الذي تتكون حوائطه
من الطوب وكذلك جسمنا
مكون من الخلايا
...
وجسمنا مكون من حوالي عشرة تريليون خلية...ولك ان تتخيل هذا العدد الرهيب
عندما تعرف ان التريليون عبارة عن الف مليار وان المليار عبارة عن الف مليون
....
تمجد وتعالي الاله الخالق في عرشه
....
لك ان تعرف ان خلايا جسمنا ليست مثل بعضها فهناك ٢٢٠ نوع من الخلايا حسب الشكل والحجم والوظيفة
...فخلايا العظام تختلف عن خلايا الجلد وخلايا الكبد تختلف عن خلايا البنكرياس وخلايا القلب تختلف عن خلايا المخ ...وهكذا في ٢٢٠ نوع من خلايا الجسم كله
.....
ومنذ ٤٠٠ سنة تقريبا كان العالم البريطاني روبرت هوك يفحص نسيجا من مادة الفلين تحت الميكروسكوب فوجد النسيج مكون من مكعبات صغيرة تشبه خلايا النحل السداسية .
فسمي مكعبات الفلين باسم الخلايا واصبح هذا الاسم يطلق علي خلايا النبات والحيوان وحتي الانسان تيمنا بخلايا منحل النحل
...
ومع الابحاث في خلايا الانسان تبين ان لكل خلية عمر افتراضي تنتهي عنده وبالتالي تنمو خلايا اخري جديدة
...
وعلي سبيل المثال خلايا البنكرياس تعيش لمدة سنة واحدة وخلايا الكبد تعيش تعيش فيما بين ١٠ شهور و١٦ شهر وخلايا العضلات والهيكل العظمي تعيش حوالي ١٥ سنة وخلايا عضلة القلب تعيش حوالي ٤٠ سنة وخلايا عدسة العين تعيش طول العمر
وهكذا جميع ال ٢٢٠ نوع لها اعمار محددة تتجدد بعدها
...
(هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) ١١ لقمان
الذين من دونه معناها الاَلهة التي عبدوها مثل الاصنام والحيوانات وحتي الانبياء مثل المسيح والعذير
هذا في حد ذاته أمر مخجل للفكر الانساني المتدني !
....
ولو عدنا للخلية نجد ان المولي سبحانه جعل لكل خلية جدارا يحيطها وان بالجدار فتحات تسمح لمرور المواد الغذائية والمعادن والاكسوجين
....
ومن بديع صنع الله ان خلق علي سطح الخلية هوائي (ايريال مثل ايريال الراديو والتليفزيون) يسمح بدخول الاشارات الخارجية الي داخل الخلية والاشارات كيميائية او كهربية او كهرو مغناطيسية وهذه الاشارات تدخل الي نواة الخلية التي بها جينات د ن ا (d n a) التي تقوم بترجمة الاشارات ومعرفة المطلوب منها
والمطلوب عبارة عن كمية الغذاء اللازمة والاملاح او خروج الزائد من الغذاء او اي مكونات اخري الي خارج الخلية منتهي النظام الرباني
(صنع الله الذي اتقن كل شيئ)
٨٨ النمل
....
لك ان تعرف ان الهوائي (الاريال) يعمل علي تواصل جميع خلايا الجسم بعضها ببعض ...يعني الخلية الواحدة (خلية شعر الرأس مثلا )عندها علم باحوال خلية الاظافر والقلب والمخ والامعاء وخلية عظام القدم!!!
...
فاذا جاعت خلية او عانت من مرض تقوم باقي الخلايا بعمل طوارئ
...
فعندما يمرض الواحد منا بالانفلونزا مثلا...فيروس الانفلونزا يتركز في خلايا الحلق والانف والحنجرة ويحدث رشح وارتفاع حرارة هذه الخلايا ....لكن باقي خلايا الجسم تستشعر الخوف فتشعر بتكسير عظام الجسم ووجع بالعضلات وترتفع درجة حراة الجسم كله وتشعر بصداع في رأسك ووجع في عينيك واحساس بالكحة في القصبة الهوائية ووهن بالجسم كله رغم ان فيروس الانفلونزا لم يهاجم هذه المناطق
وهذا بسبب التواصل والتناغم بين خلايا الجسم كله
....
سبحان الله كأنما نبينا ورسولنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم اطلعه الله علي اسرار التناغم بين خلايا الجسم حين قال في الحديث
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي )
...بالسهر يعني بالقلق والتوتر وعدم النوم
...والحمي يعني ارتفاع درجة حرارة الجسم كله
....
بقي ان نعرف ان الجينات الموجودة داخل نواة الخلية dna (د.ان.اي) وظيفتها الاساسية هي المسئولية الكاملة عن وجود الخلية واستمرار حياتها والاشراف علي علي ما تريده حيث ان هذه الجينات هي المترجم لكل الاشارات الصادرة الي الخلية او حتي من الخلية نفسها الي خلايا الجسم كله
...بالاضافة الي انها حاملة شفرة الوراثة في كل الصفات من الأب اَدم الي البشرية كلها حتي قيام الساعة
....
(
وفي انفسكم افلا تبصرون
)