في فترة ما
تعودت تأدية بعض صلواتي بمسجد قريب من منزلي....ولم يكن به امام معتمد من الاوقاف
.....
وبحكم الجوار كنا نحن المصلين نعرف بعضنا وتتم بيننا التحيات والمباركات قبل الصلاة وبعدها
....
وبعد فترة احسست بسباق خفي علي من يكون اماما وكان يروق لي واحدا منهم صوته شجي تشعر وانت واقف بين يدي الله بقشعريرة الخشوع في الركوع والسجود من قراءته الجميلة
....
وذات يوم جلس مبكرا واحد منهم في المحراب وصلي بنا اماما .....وتكرر ذلك ....بل وقلده اَخرون ....أما صاحبي اياه ابتعد وذهب الي حيث لا ادري
....
وبدا لي الذهاب الي مسجد اَخر لا أعرف فيه احدا بالمرة
...وكم شعرت اني ذاهبٌ الي لقاء خاص بي وحدي مع الله
....بعيدا عن اعين المحيطين بي ....ووجدتني اشكو وابوح في حضرته ما لا استطيع قوله امام صاحبتي وابنائي
....ولم اخجل منه فهو سبحانه يعرفني تماما فأعماقي ومشاعري واحاسيسي ونواياي عارية لديه فهو وحده الخالق
....
كان المسجد بلا ناس اعرفهم وكان بيتا مفتوحا لي ليل نهار
...أدخله بلا استئذان فرحمة صاحبه تغشاني واعود الي بيتي او عملي بعدما أُلقي علي اعتابه ما يُثقل كياني راجيا رحمته
....
والصلاة هي بالطبع الركن الثاني من اركان الاسلام الخمسة وكلنا نعرف ذلك
...
والغريب في الامر ان كلمة صلاة ليست عربية !
ولما بحثت في معجم الفاظ القراَن الكريم ....وجدت في اللغة (الاَرامية) وهي لغة قوم رُحّل سكنوا شمال وشرق سوريا وشمال الاردن وجزء من العراق قبل الميلاد
.....
وفي لغتهم كلمة (الصلاء) تعني النار ....وبالتالي كلمة صلَّي تعني محاولة ازالة النار
...وفي لغتهم ايضا كلمة (الصّلا) تعني مفاصل الجسم مثل التقاء الفخذين بجسم الانسان ومفاصل فقرات العمود الفقري ما بين منطقة الصدر والبطن
....وفي لغتهم الغريبة كلمة (صلوط) تعني الانثناء والانحناء
....
وفي كل ماسبق هذه المعاني تشير الي حركات الصلاة التي نركع ونسجد فيها الي الله
....
ولما بحثت اكثر في اللغة العربية نفسها وجدت ان كلمة (صَلَيَ)....تعني القذف في النار !
تعالي معي واقرأ
(تصلية جحيم) ٩٤ الواقعة
(هم اولي بها صِليا) ٧٠ مريم
(تصلي نارا حامية ) ٤ الغاشية
(يصلاها مذموما مدحورا) ١٨ الاسراء
(وسيصلون سعيرا) ١٠ النساء
(جهنم يصلونها) ٢٩ ابراهيم
واَيات اخري بذات المعني
....
وكما نعرف ان المساجد بيوت الله أذِن الله باقامتها
(في بيوت أذِن الله ان تُرفع ويُذكر فيها اسمه) النور
...
الّا اننا نلاحظ ان مولانا سبحانه وتعالي نسب بيتا واحدا اليه (الكعبة المشرفة) فهو الذي امر بالامر المباشر النبي ابراهيم وابنه اسماعيل ببنائه بعدما حدد موقعه ومكانه
(واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل) ١٢٧ البقرة
ويأمرهما بتطهير بيته
(طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ) ١٢٥ البقرة
....
وعلي الرغم من هدم المساجد في بلاد المسلمين وحاليا بغزة وبسلاح غير المسلمين !
...
نجد ان الله سبحانه عندما اقبل نصاري الحبشة بجيوشهم وخيولهم وفِيَلِهم من اليمن لهدم الكعبة عندما كان نبينا محمد صلي الله عليه وسلم مازال جنينا في بطن أمه
....حمي بيتَه بطيور صغيرة تحمل حجارة حارقة خارقة
...لأن المقصود بيته هو !!
....
والصلاة في القراَن الكريم فرضها الله كما نعرفها بالقيام والركوع والسجود لله وحده سبحانه وتعالي
....
كما الصلاة ايضا في كتاب الله جاءت بمعني الثناء والدعاء من مولانا وملائكته علي نبينا محمد وعلينا ايضا...نحن الموحدين
(ان الله وملائكته يصلون علي النبي)٥٦ الاحزاب
(وهو الذي يصلي عليكم وملائكته) ٤٣ الاحزاب
..
وصلي الله علي سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا