كفكف درك المنثور قهرًا يا فتى
والله إن دموعك كالبركان تحرق أوصالي..
ولتصلب عودك العصي رغم الحصار
ولتقف في وجه ساستنا أصحاب المعالي..
وتمد يديك لهم ببعض من خشاش الأرض
الذي بيع في الأسواق ليكون قوت عيالي..
واربط هذه الأحجار على بطون تصرخ جوعًا
واصدح بها رعدًا يزلزل عرشهم أحدٌ أحد كبلالِ..
يتصنعون بكاءً كأخوة يوسف يوم الخيانة
في حين تمتد الموائد تحت أرجلهم بكل ابتذالِ..
يتسابقون من سيربح غينيس في التفاهة
يغمضون عيون أسكرتها الخيانة، يحلمون بإذلالي..
يشجبون ويرفضون ويسرعون في الخفاء
يقدمون فروض الولاء لمن اغتال براءة أطفالي..
فالعجز أصبح سمتنا والعار كلل منا الجباة
حين وقفنا نطلب الصفح والإذن من بني الأنذالِ..
حكموا على رجال أمتنا بالخضوع وبالخنوع
عندما استبدلوا بتاج الكرامة غترة وعقالِ..
وهذا الذي أوصد الأبواب في وجه الحياة
ينتظر من سادته إذنًا ليجير عزيز قومٍ غالي..
ينظرون في عجب كيف الصمود لمن تسلح بالحجارةيُخضع بكل سلاسة أعتى جيوش الضلالِ..
يا شجرة للكرامة أزهرت بين الركام فأثمرت
أبا عبيدة وصحبه نجوم تتألق في سماء الليالي..
أرواحهم تسكن أركان القدس الحبيبة وغزة الولادة
تُبعث في كل يوم فتنجب نسلًا من الأبطالِ..
لا ينثني لمتجبر يقذفه بالردى من كل جانبٍ
حاز الخلود جزاءً حين خطى دروب النضالِ..
ولتظلوا عاكفين بمحاريب الذل جميعكم
فما أنتم رغم وهني إلا سرابًا أدوسه بنعالي..