عندما يكون أصل تكوينك عائقًا لك٬ يمنعك من أخذ حقوق في الحرية٬ وفي نفس الوقت لا تقدر على الانصياع إلى الاستسلام٬ ولا حتى مقاومة الواقع المرير٬ عندما يكون أصلك نفسه هو من يسلبك حريتك٬ يعجزك عن فعل أكثر الأشياء مشروعية في حياتك٬ أو بالأحرى هي حياتك نفسها٬ كهذا العصفور الذي تشكل من تلك الشجرة التي هي موطنه٬ ومأواه٬ ثم منعته من مغادرة الأرض ومعانقة السماء٬ إن الأمر لمؤسفٌ إلى أبعد الحدود٬ فبسبب ما أنت فيه تقع في تلك المتاهة٬ هل أقبل بالبقاء محتجزة بهذه القيود؟ أم أقاوم وأنزع جذور الخوف وأحلق في السماء ولو دقائقَ معدوداتٍ؟
إلى أن أتخذ ذلك القرار الشاق، سأبقى كما أنا، وسأبقي القيود آسرة هويتي.