أحبّكِ من بعيدٍ
لا لأعبثَ في شؤونِ القلبِ
أو أن أشتري منكِ انتصاراً
ينسني كلَّ الهزائمِ قبلَ هذا اليومْ
ولكنّي أحبُّكِ كي أحبّّكِ
دونَ أيّ دوافِعٍ للحبِّ
أو مرضٍ يصيبُ القلبْ ...
***
أحبُّكِ خاليَ الماضي
نظيفاً من تقاليدي
ومن آثارِ أجدادي على كفّي
وما قلبي سوى قلبي ...أمامَكِ
صفحةً بيضاء ناصعةَ الفراغْ
ويغيبُ اسمي في وجودك
"مِن فضاء الشّيءِ لِّلاشيء"
وتمحوني عيونك
"من سِجِلّ الحيِّ للاحيّ"
وأنسى أنّني قصداً ولدتُ
لكي أراكٍ قصيدةً
تأتي إليّ على جناحِ الوحيِ
***
وأنا أحبُّكِ
لا لأعرضَ قوتي في الحبِّ
أو ألقي ظلالَ عواطفي السوداءِ
في سرداب عزلتيَ الطّويل
ولكنّي أحبّكِ كي أحبَّكِ
دونَ أيّ مبرّرٍ للحبْ
لأني حين أصحو من منامي الملحميِّ
أراكِ تكتملينَ قبلَ الفجرِ في عينَيّ
وتنتشرينَ أزهارا على أسوارِ ذاكَ الحلمْ
وترتسِمينَ في جِفنَيَّ
أحلاماً وآمالاً
***
أحبّكِ من بعيدٍ
لا لإني خائفٌ أو نادمٌ
فالحبُّ معصيتي الحلالُ
وزلّةُ الفردوسِ
في تاريخنا العُلويّ
ولكنّي أحبّكِ من بعيدٍ؛
كي أحبّكِ لا أقلَّ ولا مزيدْ
فأنا أحبُّكِ مثلَ رائحةِ المطرْ
أو مثلَ أغنيةٍ أتتني صدفةً
في شارعِ الصّدفِ القليلةِ
أو كضوءٍ أصفرِ الإشعاعِ
يهوي فوق منعطف الطريقْ
فأنا أحبّكِ من بعيدٍ
كي أحبّكِ
لا أقلّ ولا مزيدْ