هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • قل للمليحة بالخمار الأسود
  • دائمًا كنتُ أحلم أن نكون معًا
  • حين واجهت انكسارها وجدت نفسها
  • الهروب لحظة… والعودة قرار
  • مرور ثمان شهور على رحيل أمي
  • الألباني ولينه ..والقذافي
  • قدرة التعود
  • يا حنضلة
  • بين الحبر والهوى
  • أهل الفاشر يهربون من الموت إلى الموت 
  • إحترام الوقت والإلتزام بالمواعيد
  • منطقة مقفولة
  • خذلان الإدارة وضعف إدارة الدولة 
  • الخمسون.. ليست نهاية الطريق 
  • اللواء حسن رشاد - كل رجال المملكة - ديك الحبش - قدرة قادر - مصر التي 
  • الأولى
  • الورقةُ اللّعينة 
  • سليم
  • باب الخلاص
  • قل لي بربك
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايمن موسى
  5. الموت لا يأتي مرة واحدة

بالمنتصف تمامًا، وبعشقٍ وحنينٍ جارف وقف يتأمَّل جميع زوايا وجنبات البيت، يحمل بين يديه الكثير من أدوات الزينة من بالونات وأوراق ملونة وورود متعددة الألوان. 

شعر ببعض الإرهاق والتعب بينما يقوم بتعليق الزينة بجميع الأماكن التي طالتها يديه. 

حدَّث نفسه قائلًا: لا يهم؛ فاليوم هو عيد مولد شذى، ويجب أن يسعدها ويدخل الفرح والسرور لقلبها.

شذى تلك الملاك الرقيق، والتي ستكمل الستة أعوام بهذا اليوم.

تذكَّر عيد مولدها منذُ ثلاثة أعوام عندما تعلَّقت برقبته بحُبٍّ ودلال وهي تُقبِّله بوجهه وجبينه وتقول له:

- لا تنسَ يا أبي هديتي كما وعدتني.

لتكمل بعفوية وببراءة: أريد مثل تلك الدُّمية التي رأيتها عند صديقتي ندى.

تذكَّر وقتها تلك الغُصَّة التي علِقت بحجرته بذلك اليوم؛ لأنه لا يمتك ثمن هذه الدُّمية غالية الثمن؛ ليشتريها لها، ولكنه شعر بسعادة غامرة وبالزهو وهو يلتقط ذلك الصندوق الكبير ويرى تلك الدُّمية وقد استقرت بداخله. 

اليوم فقط استطاع أن يحضرها، كيف لا يحضرها لشذى مهما كلَّفه الأمر، من يومها وهو يدَّخر كل قرشٍ يحصل عليه لإحضار هذه الدُّمية؛ ليُحقِّق حُلم شذى بالحصول عليها. 

ما زال يتنقل بين جنبات البيت بصعوبة بالغة؛ ليعلق أدوات الزينة، كان يعمل بيديه بينما عقله شارد وروحه عالقة خلف هذه الجدران المهدَّمة التي تحيط به من كل جانب، وركام الغرف تحت أقدامه. 

تذكَّر زوجته وضحكتها التي ما زال يتردَّد صوتها بين طرقات البيت؛ ليرتدَّ صداها بأذنيه. 

ابتسامتها الرقيقة وصوتها الساحر وشغفها عند عودته للمنزل وهي تعاتبه بكل حُبٍّ عن تأخره لدقائق.

تذكَّر شذى روح هذا البيت وزهرته البرية وملاكه الساحر، كما كانت تحب أن يناديها.

سالت الدموع من مُقلتيه غزيرة وهو يكتب اسمها على البالونات ويُعلِّقها، كان منهمكًا في عمله حتى إنه لم يرَ أو يشعر بتلك العيون التي ترصده وتراقبه من الرصيف المقابل لبيته، وكأنه أصبح بقوقعة خاصة به، أو ربما قد انفصل عن محيطه وواقعه، فلم يعد يسمع أو يرى إلا ما يحيط به. 

فلم يعد يرى الرصيف أو الشارع، لم يرَ نظرات الشفقة بعيون الناس، لم يسمع همسهم وهم يضربون كفًّا بكف مُردِّدين بحزن لا حول ولا قوة إلا بالله. 

لم يخلُ الأمر من بعض المارة وعابري الطريق الذين نعتوه بالعَتَه والجنون غير مدركين ما يحدث أمامهم ويرونه بأم أعينهم. 

كان الأمر بالفعل يبدو كلوحة سريالية تجريدية بالغة الغرابة، فالرجل يُعلِّق أدوات الزينة فوق أنقاض المنزل المتهدِّم بهمَّةٍ ونشاط، بينما هاتفه النقال يبثُّ نغمات أغنية عيد الميلاد، وبالوسط تمامًا صورة كبيرة لطفلة لا يزيد عمرها عن الست سنوات.

همَّ أحدهم أن يذهب ليواسيه ويُحذِّره أنَّ الأمطار على وشك الهطول، وبينما هو بطريقه إذا برجلٍ وقور يعترض طريقه بإصرار وهو يربت على كتفه ويقول:

- دَعه وشأنه يا بُني، فهو الآن ليس معنا أو بيننا، بل لا أبالغ إن قلت إنه لا ينتمي لعالمنا. 

أردف قائلًا بنبرة لا تخلو من الوجع: لا تحاول عبثًا يا بُني، فهو لم ولن يسمعك ولن يراك، فقد حاولت قبلك مرتين بآخر عامين، هو سيكمل ما بدأه ولن ينهيه حتى يكمل احتفاله بعيد مولد ابنته، والذي لم يحضره منذُ ثلاثة أعوام. 

الرجل بدهشة وتعجب: وأي احتفال بين هذه الأنقاض؟ بل وأين هي ابنته التي يحتفل بمولدها؟

تنهَّد الرجل بأسى وهو يعود بذاكرته للوراء ليقول:

- لعنة الله على الحرب وما خلَّفته من دمارٍ نفسيٍّ يفوق ما تم تدميره من منازل أو مبانٍ.

استطرد قائلًا: أنت غريب عن هذه المنطقة يا بُني، ولكن منذُ ثلاثة أعوام وفي مثل هذا اليوم ذهب جاري هذا ليحضر الزينة وهديةً لابنته ذات الثلاثة أعوام للاحتفال بعيد مولدها، وقبل حضوره بساعات تم قصف منطقتنا ليتهدَّم البيت على مَن بداخله كما تهدَّمت الكثير من البيوت، يومها ماتت زوجته وابنته، ومن يومها يأتي هو كل عام بنفس اليوم ليُعلِّق الزينة ويحضر الهدايا لابنته؛ ليكمل ما فاته بذلك اليوم، وما إن يبزغ الفجر حتى ينهي الاحتفال ويغادر وسط دموعه التي لا تنقطع، ولا يعود إلى هنا أو نراه إلا بنفس اليوم الذي يوافق مولد ابنته وموتها؛ ليفعل ما تراه الآن.

الغريب بدهشة: ولكن لماذا يقسو على نفسه بهذه الطريقة؟

الرجل بحزن وأسى: ما بداخله لا يعلمه إلا الله وحده، وربما هو يلوم نفسه أنه لم يكن معهما وبينهما بذلك اليوم، ربما كان يتمنى أن يموت مثلهما مرة واحدة، بينما هو الآن يموت أكثر من مرة أثناء انتظاره.

تمت

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة غازي جابر
4↓الكاتبمدونة خالد العامري
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↓الكاتبمدونة خالد دومه
7↑4الكاتبمدونة آمال صالح
8↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
9↑3الكاتبمدونة ايمن موسي
10↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑64الكاتبمدونة سارة القصبي42
2↑32الكاتبمدونة ايمان قادري150
3↑32الكاتبمدونة إيناس عراقي190
4↑16الكاتبمدونة عبير مصطفى44
5↑15الكاتبمدونة ولاء عبد المنعم196
6↑13الكاتبمدونة رهام معلا127
7↑12الكاتبمدونة نجلاء البحيري39
8↑7الكاتبمدونة عبد الوهاب بدر23
9↑7الكاتبمدونة مني قابل77
10↑5الكاتبمدونة آيات القاضي115
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1110
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب713
4الكاتبمدونة ياسر سلمي677
5الكاتبمدونة اشرف الكرم604
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري513
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني436
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين426
10الكاتبمدونة سمير حماد 410

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب362661
2الكاتبمدونة نهلة حمودة215527
3الكاتبمدونة ياسر سلمي198815
4الكاتبمدونة زينب حمدي178295
5الكاتبمدونة اشرف الكرم143875
6الكاتبمدونة مني امين120149
7الكاتبمدونة سمير حماد 116708
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي107700
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين107190
10الكاتبمدونة آيه الغمري102367

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة مريم فرج الله 2025-10-24
2الكاتبمدونة هاميس جمال2025-10-22
3الكاتبمدونة ايمان صلاح2025-10-18
4الكاتبمدونة خالد الخطيب2025-10-15
5الكاتبمدونة سلوى محمود2025-10-13
6الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
7الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
8الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
9الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
10الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24

المتواجدون حالياً

533 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع