لطالما كانت الصداقة بالنسبة إليَّ مِن أقدس العلاقات الّتي نشأت علىٰ وجه الأرض؛ أن تلتقي بنصف روحك وتجِد نفسك فيه.. تُخبره عن مخاوفك، تُطلعه علىٰ نِقاط ضعفك، وتسرد إليه أخطائك وعيوبك دون تكلُّف.
تجده بجانبك حين تتكالب عليك الدُنيا، وتضيق عليك الأرض بِما رحبت، يُصدِّق حين يُكذِّبك الجميع، وأذكر قول الصديق أبو بكر -رضي الله عنه- لأهل قريش: «إن كانَ قَد قالَ فَقَد صَدَقَ»، حين قالوا له أنَّ صاحبَه يزعُمُ أنَّه أُسرِيَ بهِ إلى بيتِ المَقْدِس، ثُم عادَ منه في ليلةٍ.
يكون عُكازك حينما تُهشمك ظروف الحياة،
سراج ظلامك حين ينطفئ الغد فيك، وشمعة أملك المُتقِدة إن أطفأك مطر اليأس،
وبيتك الآمن.. تُخبئ جدرانه مخاوفك، تُخفىٰ بين أعتابه عيوبك وتُدَّس ألامك.
تخلع عند بابه أقنعتك، وتستعيد ملامحك الّتي أرهقها الزمن، وتُعرِّي التعب عن روحك دون حرج.
صديق صادق تجِده دومًا؛
عطوفٌ يمنحك مِن قلبهِ ملاذًا،
بلسمًا لجروحك،
دسَّاسًا لأسرارك،
أمينًا علىٰ مواجعك،
ليِّنًا علىٰ كُلّ ما فيك،
رحيمًا بأخطائك،
حنونًا لا يقسو عليك في زلاتك،
مؤمنًا بِك،
نصيرًا لك أمام العالم أجمع.