تعالي…
قبل أن يفوت النداء الأخير للحلم،
قبل أن تُطفئ الغيومُ آخر قنديلٍ في صدري.
تعالي كما تأتي الفكرة الأولى،
عاريةً من الخوف،
مبلّلةً بندى المفاجأة.
اتركي العالم خلفك،
واتركي لخطواتك أثرًا
يُشبه المطر حين يوقظُ الشوارع النائمة.
تعالي…
فالقلبُ منذ رحيلكِ
يكتب الرسائل في الهواء،
ويعلّقها على نجمةٍ لا تعرف عنوانك.
تعالي،
ليس لأن الليل بلاكِ موحش،
بل لأن النور لا يعرف كيف يكون نورًا
إلّا حين تمرّين.
تعالي،
كي أقول لكِ إن الصبر كذب،
وإن الغياب لا يُربّي سوى الشوق،
وإنّ كل ما حاولت نسيانه
عاد في ملامحك.
تعالي…
ولو مرة،
كي أتعلم من مقلتيك
كيف يولد السلام من الفوضى،
وكيف يهدأ العمر في كلمة: أحبك.