كتبتْ (نون(:
"نفوسنا أسرارٌ معقودةٌ بطرفِ المواقف، كلّما مررنا بموقف انكشف أمر..."
توقّفتُ أمام كلماتها طويلًا.
تذكّرتُ ما أدرّسه لطلّابي في الصف الثالث الإعدادي: أن الذات ليست جاهزة، بل تُكتشَف عبر التجارب والصعوبات.
ليس معنى أنني مختلفٌ عن الجميع أن أخاف أو أنزوي في كهف الأوهام.
خُلِقتُ لأعرف، لأتعلّم، لأجرّب.
فلا إنسان — بل ولا مخلوق — يتعلّم دون مواجهة.
إنّ معدن الإنسان يُصهَر في نار التجربة،
وصبره هو ما يُنتج نوره،
وعقله ينضج، وسلوكه يتهذّب،
حين يختار أن يوجّه نفسه بدل أن ينساق مع ضجيج القوم.
أنت في حربٍ ومجاهدةٍ يوميّة،
لكنّ الناجح ليس مَن يعلو على غيره،
بل من يرى الله في كلّ تصرّفٍ واختيار.
فإن فسدت القاعدة العامّة،
فلا تكن كالنّعاج تمشي وراءها.
تعلّم، وواجِه، واعرف،
واعتمد على العليم الحكيم.
بعضُ التجارب لا تُوجِعنا عبثًا،
بل تُعيدُ تشكيلنا كما يليق بنا،
حتى إذا نظرنا خلفنا، ابتسمنا بامتنانٍ لا بندم...
وما بين السؤالِ واليقين،
تعلّمتُ أنّي كنتُ أبحثُ عنّي، لا عنهم.