أنتِ…
يا امرأةً تمشي في اللغة كما تمشي القصيدة على استحياء.
تُربكين جغرافيا القلب، وتضعين على خارطة الروح اسماً جديدًا للعاصمة… اسمه “أنتِ”.
لم أكن أعرف أن الورد يمكن أن يتكلم…
ولا أن المطر يمكن أن يكتب رسائل حبٍّ على زجاج النوافذ…
حتى جئتِ.
كنتِ بسيطة كصلاة،
عميقة كجرح،
وغريبة كحلم لا ينام في وقته.
أحببتكِ كما لم يُحبّكِ أحد…
لا لأنكِ أجمل النساء، بل لأنكِ الوحيدة التي لم تمرّي بي… بل سكَنْتِني.
لم تعودي ذكرى عابرة، بل جرحًا فاخراً… أتباهى به.
كلّ شيء فيكِ يبدأ بالدهشة…
نظرتكِ الأولى كانت ثورة.
ضحكتكِ كانت انهيارَ جدارٍ في قلبي.
وصوتكِ؟
كان وطنًا… لا يملك أحد جواز السفر إليه سواكِ.
قالوا: الحبّ نار.
قلت: بل الحبّ امرأة… إذا نطقت… احترقنا.
قالوا: البُعد نسيان.
قلت: لم يخلق الله بعد المسافة التي تُطفئ امرأةً كأنتِ.
أتعرفين؟
أنا لا أكتب عنكِ…
أنا أكتب بكِ.
فأنتِ لغتي، وأبجديتي، وعناويني التي لا يعرفها أحد.
فكوني كما تشائين…
غيمة، عاصفة، وترًا مشدودًا في عنق القصيدة…
لكن لا تكو
ني البُعد.
فأنا رجل لا يشفى…
إلا بكِ.