"مصر ستخطو خطوات واسعات في سبيل التقدم والرقي إذا وجد الإتحاد والإتفاق في الآراء، وحيثما وجدت العزيمة وجدت الوسيلة"
كانت واحة سيوة حتى عام١٨٢٠ داخل خط الطول الذي يحد حدود مصر الغربية، ونظراً لبُعد المسافة بين وادي النيل والواحة فلم يكن لمصر أي وجود إداري بها، فأراد محمد علي باشا أن يوطد دعائم نفوذه في تلك الجهات تأكيداً للسيادة المصرية عليها وجعلها من تخوم الديار المصرية، فجهز حملة قوامها ألف وثلاثمائة جندي بقيادة"حسن بك الشماشرجي" لفتح واحة سيوة.
وصلت قوات الحملة إلى الواحة ونشب قتال بين القوات وأهالي (سيوة) دام حوالي ثلاث ساعات، قام بعدها الأهالي بالاستسلام والتسليم للقوات المصرية وأعلنوا طاعتهم وولائهم للحكومة المصرية في فبراير ١٨٢٠، وبذلك تمكن"محمد علي باشا" من تأمين حدود مصر الغربية.
وكان هذا التاريخ _فبراير١٨٢٠ _ بداية انتظام شئون (واحة سيوة )الإدارية والعمرانية مما ساعد على المضي قدماً لاكتشاف كنوز مصر مما تحويه الصحراء الغربيةمن آثار وما تطويه مناجمها بما يعني تقدماً على طريق ازدهار الحضارة المصرية، كما كان هذا التاريخ ممهدا لقيام الحملة المصرية لفتح السودان الواقعة على حدود مصر الجنوبية وبداية لتوحيد دولتي "وادي النيل"بين مصر شمالا والسودان جنوباً.
والجدير بالذكر أن واحة سيوة كانت تتمتع بإدارة محلية في عهد محمد علي حيث تولى مشايخها القيام بالمهام التي كلف بها رجال الإدارة في الأقاليم فكان عليهم التعاون مع مشايخ الناحية في إدارتها وحفظ الأمن وتحصيل الأموال وتوريد الزيتون ومراعاة العدل والإنصاف في معاملة الأهالي، ويرجع ذلك إلى بُعد هذا الاقليم عن مدى السيطرة المركزية وصعوبة الاتصال المباشر ومناوئته للسلطة المركزية.