خطة المآذن العالية ..... مفتاح النصر "هذه الحرب صعبة معارك المدرعات فيها قاسية ومعارك الجو فيها مريرة إنها حرب ثقيلة بأيامها وثقيلة بدمائها" (موشي ديان) ستظل حرب أكتوبر المجيدة سجلا حافلا ومعيناً لاينضب لإستلهام معاني التضحية والفداء وحب الوطن والتعلم من براعة ووطنية وذكاء القائد والضابط والجندي المصري، وخير دليل على ذلك الخطط العظيمة التي صنعت النصر، واليوم نطالع قصة واحدة من أعظم خطط أكتوبر العبور وهي خطة(المآذن العالية) وبطلها الفريق سعد الدين الشاذلي . أُعدت هذه الخطة العسكرية رئاسة أركان حرب القوات المسلحة المصرية في أغسطس 1971 برئاسة الفريق سعد الدين الشاذلي وهي أول خطة هجومية تضعها القوات المسلحة المصرية لحرب أكتوبر وعدل اسمها إلى "خطة بدر" في سبتمبر 1973 أي قبل نشوب الحرب بشهر. ويعد الهدف الأساسي لخطة "المآذن العالية" هو عبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف واقتحامه، ثم اتخاذ أوضاع دفاعية على مسافة تتراوح بين 10 – 12 كم شرق القناة وهي المسافة المؤمنة بواسطة مظلة الصواريخ المضادة للطائرات، وتتألف القوة المهاجمة من خمس فرق مشاة بإجمالي قوات يصل لـ 120 ألف جندي. وتتمسك القوات المرابطة في شرق القناة بالأرض وتصد هجمات العدو وتكبده أكبر خسائر ممكنة في حين تبقى فرقتان ميكانيكيتان غرب القناة إضافة إلى فرقتين مدرعتين على بعد 20 كم غرب القناة كاحتياطي تعبوي لفرق المشاة الخمس، فضلا عن احتياطي القيادة العامة المؤلف من 3 ألوية مدرعة وفرقة ميكانيكية، وقد روعي في فرقة المشاة أن تكون قادرة على صد فرقة مدرعة إسرائيلية من 3 ألوية مدرعة. وفي يوم 6 أكتوبر 1973 في الساعة 14:05 شن الجيشان المصري والسوري هجومًا كاسحًا ضد "إسرائيل"، على طول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة “المآذن العالية” التي وضعها الفريق الشاذلي بنجاح مبهر. ودائماً وأبداً..... البطولات لاتنتهي..... والتاريخ يسجل سيرة العظماء، ودائما وأبداً.... سنحيا بالأمل في الله بغدِ أفضل لمصرنا الحبيبة وأمتنا الغالية، سنحيا بالعلم، سنحيا بالكفاح، سنحيا بالتسامح، سنحيا بالإبتسامة الجميلة. بقلم/ أ:أحمد الجمال باحث في التاريخ الحديث والمعاصر مقدم التاريخ بالإذاعة المصرية عضو الإتحاد العالمي للمثقفين العرب