كما منحتُك الحب دفئًا، والغفران حضنًا، منحتُ نفسي أخيرًا يقظة لا تشبه نومي فيك…
أدركتُ أن صدقتي فيك لم تُثمر، بل تساقطت حبّاتي على أرضٍ لا تشتهي الزهر.
وأني حين خِلتُك طفلي، كنتُ أؤجّل نضجك على حساب طفولتي المؤجَّلة!
هل كنتَ تعلم؟
أن الحنان الذي غرقتَ فيه كان بيتي الذي هدمتَه،
وأن كبريائي الذي ناداك بخفوت، كان يُنزف كلّما تماديت في الصمت؟
الآن، يا ساكن ذاكرةً لا تجيد إلا التنهيدة،
أمنحك الغياب…
تمامًا كما منحتني الحضور وحدي.
سأكتب أنا شهادة ميلادي الجديدة،
باسمي وحدي،
وحين تسألني ذاكرتي عنك…
سأقول: "كان يشبه الحلم، لكنه لم يُقم صلاةً في محرابي."
لا ألومك،
لكنّي لم أعد أبحث عن ظلي فيك،
فقد أشرقتُ من ذاتي، وأكملتُ الطريق…
على ظهري، نعم، لكنه أقوى مما ظننته.
واليوم،
أستودعك لله…
وأستودع قلبي راحةً لا يعكرها الانتظار،
أسامحك في الغيب، وأسامحني على البقاء طويلاً.
اللهم ارزقني سلامًا لا يُشبه النسيان،
بل يُشبه الرضا… حين أكتفي بنفسي، وأطمئن بك وحدك يا الله.
---
ملهم من نص ل كاريمان سالم