في عمق الليل، حيث يسكن الحنين بين طيات الظلام، تجد نفسك أمام لحظة حاسمة: هل ستغلق النوافذ على ذكرياتك؟ أم ستتركها مفتوحة، لتدخل الرياح التي تحمل معهما دروس الحياة؟
كلنا نبحث عن ملاذٍ هادئ في هذا العالم، نغلق الأبواب لنحمي ما تبقى من قلبنا، نضع على شرفة أيامنا نافذة ضوء ضيّقة، لنرى من خلالها نور الأمل يتسلل بين الظلال.
لكن، هل حقًا يمكن للإنسان أن يغلق قلبه أمام ما يحمله من مشاعر، وأمام ما تخبئه الأيام من تجارب؟
الحنين، كريحٍ عاتية، يدخل من أضيق الشقوق، يقتحم قلوبنا، يعيد إحياء ما ظننا أنه قد مات. ومعه تأتي الأسئلة التي لا تترك لنا إجابات واضحة: كم مرةً سنخون ذاكرتنا كي نستطيع أن نمضي قدمًا؟ وكم حلمًا يجب أن ندفنه في الأرض كي لا نخون أنفسنا؟
في تلك اللحظات، نستطيع أن نتأمل الحياة من جديد، أن نحتفظ بتلك الفتحة الضيقة للأمل، مثل نافذة صغيرة تُفتح لنجمة ضئيلة تُضيء قلبًا حائرًا.
ونعلم أنه، مهما عصفت الرياح، لا يزال هناك مكانٌ داخلي للسلام. فكما يُمكِننا أن نصمت طويلًا دون أن نفقد قدرتنا على الحلم، يمكننا أيضًا أن نبتسم في وجه الغياب، وأن نعرف أننا، حتى في أوج الصعاب، لن نكون ما فقدناه.
بل سنكون أولئك الذين صمدوا حين كانت الرياح تهدم كل شيء.








































