آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة آمال صالح
  5. نارٌ لا تُحرِق – قصة قصيرة بنكهة الخبز والحُب.

في زاوية هادئة من الحي القديم، حيث تصنع الحياة تفاصيلها ببطء، ينبعث عبق الخبز الطازج من فرن صغير لا ينطفئ. هناك، بين دفء النار ورائحة العجين، تنسج القلوب صمتًا يتحدث أكثر من الكلمات، وحكايات تلتقي على حدود الخوف والرجاء. هي امرأة تمشي بخفة الضوء، وهو رجل يخبئ ناره خلف صمت عميق. بينهما مساحة واسعة من المسكوت عنه، حيث لا تُقال الكلمات، ولكن تُحسّ. في هذا المكان، تبدأ قصة تُشبه خبزًا يُعجن بحذر، وينتظر اللحظة التي يتحول فيها من مجرد رغيف إلى طعم لا يُنسى.

قالوا عنها "لعوب"، لكنهم لم يروا في دلالها سوى فطرة طبيعية، كالمشي اللين الذي يشبه انسياب الضوء على صفحة ماء صافية. لم تكن تفتعل الفتنة، بل كانت الفتنة تسبق خطواتها أينما مرت.

 

في الحيّ نادوها "كعكة السُّكّر"، ربما لأن وجنتيها تشبهان طيف شمس دافئ، أو بسبب حلاوة كلامها الذي يذوب في القلب، أو لضحكتها التي تفاجئ المارّين وتطرد تعبهم.

 

تمرّ كل صباح أمام فرن المخبز الصغير، حيث يقف هو، رجل صامت كالعجين حين يُخمَّر، وعيناه تشبهان رمادًا يحوي جمرًا خفيًا. لم تتحدث معه مباشرة، لكنها كانت تترك سؤالًا معلّقًا في الهواء:

"هل يكفي الخبز لإشباع الجسد، أم أن القلب يحتاج إلى نار تدفئه؟"

 

ابتسم لها، ابتسامة ليست فرحًا، بل محاولة نسيان.

 

وذات مساء، أرسلت إليه صينية من كعك السُّكّر، وعلى حافتها وردة مجففة، ورسالة قصيرة:

"العجين لا يصير خبزًا، إن لم يقترب من النار..."

 

قرأ الرسالة مرتين، تنفّس بعمق كأنه يشمّ عبير ياسمين خُفي في الهواء. لأول مرة شعر أن الصمت لم يعد ملاذًا، وأن الحذر قد يسلبه دفءَ الحياة.

 

 

"هل أستحقّ أن أخاطر بناري؟

أنا رجل خبز، أتقن الصبر، لا أتقن الكلام،

لكن ماذا لو اشتعل قلبي… وأحرقها؟

كيف يُطبخ الحب دون أن يحترق؟"

 

لم يكن الخوف من الوحدة، بل من هشاشة الذات، من أن تُثقل لهفة القلب كاهله.

 

(يهمس لنفسه):

"هل أعطيها من ناري أم أبقى بعيدًا كي لا أؤذيها؟

ولكن كيف أبتعد عن النار وقد وهبتني دفء لا يشبه دفء الخبز؟"

 

أغمض عينيه للحظة، تذكّر وجهها الذي لا يشبه أحدًا، ذلك الوجه الذي كان وطنًا بلا كلمات.

 

"سأخاطر.

سأخبز لنا قصة لم تُروَ من قبل،

قصة تعلم القلب كيف يحب دون أن يحترق."

 

في غرفتها الصغيرة، تحدّقت في الجدران التي تحمل رائحة الخبز القديم، وقلبها تموج بعاصفة من المشاعر، تتأرجح بين الرجاء والخوف.

 

"هل أستحق أن يُخبزني بحنان؟

أم أني أُجرح كلما اقتربت النار؟

لطالما كانوا يرونني لعوبًا،

لكن في داخلي بنت الجراح، التي تخشى أن تُفتح مجددًا."

 

تذكرت صمت الرجل ونظرته الثقيلة التي تخفي بردًا لا تريد أن تكسره.

رغبت أن تلمسه بقلبها قبل يديه، وفي الوقت نفسه، خافت أن تكون لهفة قلبها سببًا في الرحيل.

 

(تهمس):

"لماذا يخيفني الحب؟

هل لأنني تعبت من الخسارة؟

أم لأنني لا أريد أن أكون رمادًا في نيران أحد؟"

 

لكنها عرفت في أعماقها شيئًا واحدًا:

أن البقاء بعيدًا لن يدفئها،

وأن الحياة بلا مخاطرة لا تستحق أن تُعاش.

 

"علّمني كيف أحب بلا خوف،

كيف أكون رغيفًا لا يحترق،

بل يكتسب طعمه من كل لحظة اشتعال."

 

ظلّت النيران مشتعلة في المخبز… وفي القلوب.

هو لم يقترب، ولم تبتعد.

صار بينهما شيء لا يُخبز على عجل،

الحب كالعجين… يحتاج وقتًا، وهدوءًا، ويدًا لا ترتجف.

 

لم يُقال شيء،

لكن الهواء بينهما صار أخف،

كأنهما تذوّقا من صمتٍ واحد،

واكتشفا أن بعض القصص لا تحتاج خاتمة،

بل يكفي أن تُروى… وتُترك لتنضج على نار الحياة.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339008
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196280
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185013
4الكاتبمدونة زينب حمدي170729
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133762
6الكاتبمدونة مني امين117541
7الكاتبمدونة سمير حماد 109790
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99711
9الكاتبمدونة مني العقدة96405
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95758

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

1716 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع