لستُ مَن قارنت، ولا مَن تمنّت ما في يد غيرها،
أنا التي آمنت دومًا أن لكلّ روحٍ رزقها، ولكلّ قلبٍ نصيبه،
وأن ما فاتني… لم يكن لي، وما كان لي… ما كان ليفوتني.
لم أنظر إليك يومًا من مقام عالٍ،
ولا وضعتني فوقك ولا دونك…
بل رأيتك كما أنت، في مكانك الذي أحببتُك فيه،
كأنداد في الحُبّ، لا خصوم في النصيب.
فإن كنتَ كتبت لتردّ على ظلالٍ أسقطها غيري،
فطمئن قلبك: أنا ما كنتُ ظلًّا، ولا وهْمًا،
أنا التي حين أحبّت، تواضعت،
وحين تراجعت، احترمت،
وحين صمتت، كان في صدرها دعاء لا يجهر،
وبابٌ لله لا يُغلَق.
فإن حسبتني مرّت بك ريح استحقاق…
فاعلم أني كنت نسمة حنين، لا تدّعي، ولا تُنافس.
وإن رأيتني ملامح مَن تكبّروا…
فاعلم أنك أسقطت عليّ غيري،
وسامحتك… لأني أعلم مَن أنا.