ما بين يديك كان يتّسع قلبي
أرتديه حين يضيق صدري
فيوسّعه،
وحين أفتقدك
فيلثمُ غيابك عن جلدي.
تيشيرتك تلك...
التي ورثتها لا عن حياة،
بل عن موت،
ليست ثوبًا
بل ظلّك الناعم،
عبقك الذي قاوم النسيان،
وضمّة أخيرة
أخّرتها الحياةُ كثيرًا،
حتى صار القماشُ هو العناق.
كلما دسستُ ذراعي في كُمّها الواسع،
كأنك تمدّ يدك نحوي،
تمدّها كما كنت تفعل،
ساكنًا، واثقًا، لا تُكثر الكلام،
لكنني كنت أفهمك...
كنت أفهم كل صمتٍ فيك،
وكل غيمٍ في صوتك.
أخبئ وجهي فيه
حين تتورط روحي في الحنين،
وأترك الدموع تنفلت
كما لو كانت تعتذر لقلبك
لأنها ما زالت على قيد الوجع.
أتنسّمك
من فتيل القطن البالي،
فأبكيك
بلهفة يتيمٍ
تأخر في حضن أبيه،
وإن حضنه
جاء متأخرًا...
في قميص.
كأن التيشيرت صندوق أسرارك،
وحضنك المؤجل،
وصبرك الطويل
الذي ما نفد،
حتى بعد أن نفدت الحياة من عينيك.
أخبّئني فيه،
وأدعوه:
"كن لي كما كنت،
سدًّا في وجه الضعف،
وصخرةً يستند عليها قلبي."
فأشعر،
ولو كذِبَ الشعورُ،
أنك هنا...
أنك تسمع،
وأنك لن تتركني وحدي
في بردِ العالم.
إلى أبي الذي لم يغب، وإن غاب
أبنتك الحبيبة