ربما نرتكب الحماقات أحيانًا بدافع تسجيل انتصارٍ وهميّ، نقرّر باندفاع، مدفوعين برغبة إثبات لا حاجة لها، فنتصرف بسخاءٍ في الحماقة، غافلين عن العواقب، وكأننا في لحظة اقترافها محصّنون من الندم.
لكن الندم لا يُخطئ العنوان.
يعود إلينا متسللًا، يتسلّق ممرات الروح حتى يستقرّ في صدر الذكرى، على هيئة اختناق، أو شوقٍ فجّ لعادةٍ ظننا أننا كرهناها بفعل الفُقد، لا الحقيقة.
فنحاول الهروب من مستنقع التفكير بما يشغل العقل والضمير، فنقع في بدائلَ أكثر سوءًا، نبني منها أبراجًا من ورق، تنهار مع أول نسمة حنين.
نعود أحيانًا لعاداتٍ اعتزلناها قسرًا، فقط لنُحيي ذكرى ما، أو لنسدّ رمق عاطفةٍ شرهة لا تشبعها سوى الفتات... وقد نتركها مجددًا، لكن بعد أن نسكت لحنًا داخليًا يتلوّى جوعًا، فقط كي لا نعود لوجع الضمير.
ففي كل رجعة مؤقتة، تختبئ رغبة دفينة في نسيان الألم، لا في تكراره.
حتى جاء ذاك الوجه… تلك الروح.
ولم يكن دخوله إلى عالمنا ناعمًا، بل كأنه خبط على بابٍ قديم مهجور،
فانفتحت الفجوة، وتنفّست لأول مرة منذ زمن.
تدافعت الذكريات، وارتفع وجعٌ كنا نراه ميتًا،
لكن القيح كان حيًا، ينتظر لحظة الظهور.
والشوق؟
لم يكن شوقًا إليه بقدر ما كان شوقًا لأن نُشفى،
أن يُمسّ فينا هذا الجزء المنسي… المهجور.
حاولنا المقاومة،
شغلنا أنفسنا بأي شيء،
فوقعنا في فوضى أشدّ،
لأن ما انفجر فينا لم يكن مجرد حنين،
بل كان صرخة دفينة، طالبة الإنصاف.
في كل محاولات الصمود،
انهارت أوراقنا،
لا لأننا ضعفاء،
بل لأننا أخيرًا واجهنا وجعًا لم يُسمَح له يومًا أن يتكلّم.
فبعض الخسارات، ما خُلقت لتهزمنا… بل لتفتح فينا بابًا كان مغلقًا على الحياة.
وفي النهاية، لسنا إلا محاولات تمشي على قدمين… لا معصومين من الحنين، ولا من الضعف.
حتى جاء ذاك الوجه… تلك الروح.
ولم يكن دخوله إلى عالمنا ناعمًا، بل كأنه خبط على بابٍ قديم مهجور،
فانفتحت الفجوة، وتنفّست لأول مرة منذ زمن.
تدافعت الذكريات، وارتفع وجعٌ كنا نراه ميتًا،
لكن القيح كان حيًا، ينتظر لحظة الظهور.
والشوق؟
لم يكن شوقًا إليه بقدر ما كان شوقًا لأن نُشفى،
أن يُمسّ فينا هذا الجزء المنسي… المهجور.
حاولنا المقاومة،
شغلنا أنفسنا بأي شيء،
فوقعنا في فوضى أشدّ،
لأن ما انفجر فينا لم يكن مجرد حنين،
بل كان صرخة دفينة، طالبة الإنصاف.
في كل محاولات الصمود،
انهارت أوراقنا،
لا لأننا ضعفاء،
بل لأننا أخيرًا واجهنا وجعًا لم يُسمَح له يومًا أن يتكلّم.
فبعض الخسارات، ما خُلقت لتهزمنا… بل لتفتح فينا بابًا كان مغلقًا على الحياة.
وفي النهاية، لسنا إلا محاولات تمشي على قدمين… لا معصومين من الحنين، ولا من الضعف.