"لم تكن كل الطرق تؤدي إليك،
أنا من كان يعكف الطريق عنوةً ليعود إليك،
ألوِّن المنعطفات بصوتك،
وأرسم ملامحك على لافتات الانتظار،
أزيح الصخور من دربي، وأقنع قلبي أن المسير إليك عبادة،
كنتُ أفتعل الصدف، وأعثر على حجج الغياب كي ألقاك،
أدّعي النسيان، وفي صدري مهرجان من الذكريات لا يهدأ،
فإن سألوني: لماذا أصرّ على العبور؟
قلت: لأن السلام الحقيقي كان هناك، حيث أنت.
حيث ملامحك تُطَمئن الفوضى بداخلي،
وحيث الحديث معك يشبه الصلاة في آخر الليل،
يبكي القلب، ويطيب.
أنا لم أكن عاشقة عابرة،
كنتُ نجمةً اقتلعت نفسها من السماء
لتضيء لك العتمة،
كنتُ وطنًا صغيرًا يتّسع لك وحدك،
وأنت… كنت تعبرني كعابر سبيل
يحمل ظمأه ولا يشرب.
لم تكن كل الطرق تؤدي إليك،
لكنني كنت أختصر المسافات في تنهيدة،
وأجرّ خيبتي على أطراف الحنين،
علّ اللقاء يرمّم ما تبقّى مني…
علّك هذه المرة تبقى."