كأنني مقطعٌ محذوفٌ من قصيدة،
لم يُكملها الشاعر، ولم ينسها،
بل علّقها في ظله، ومضى… تاركًا فيّ النُقصان ينمو كالفطر.
أنا زهرةٌ يابسةٌ في كتابٍ أُغلق منذ زمن،
كأن الحياة طوتني دون أن تقرأني،
وتركتني معلّقة بين سطرين لا ينتميان لبعضهما.
كل ما حولي يلمع، وأنا مجرّد نقطةٍ مطفأةٍ في آخر السطر،
الألوان تصفعني بجمالها،
والقلوب تهتف للحياة،
وأنا… أقبض على طرف روحي كي لا تسقط في فم الفراغ.
هل تعرفين كيف يبدو الزجاج حين يتنفس؟
أنا كذلك، شفّافة، ساكنة، متوترة،
وأي لمسة، ولو ناعمة، قد تكسّرني دفعةً واحدة.
لا أريد شيئًا… حتى النجاة تبدو ترفًا،
فقط أريد من الزمن أن يتوقف للحظة،
أدفن فيها رأسي في كفّي،
وأقول بصوتٍ لا يسمعه أحد: "لقد تعبت... فقط تعبت".
الرغبة نائمة على صدري،
تتقلب بتثاقل، لا تريد أن تصحو، ولا أن تموت،
وكل ما أفعله يوميًا، هو التمثيل،
تمثيل أنني موجودة، بينما أنا أُقيم في العدم.
غرفتي صومعة،
مرآتي لا تعكس شيئًا سوى الغياب،
والضوء حين يدخل من الشباك، يبدو غريبًا،
كأنه يبحث عن سيدةٍ أخرى كانت تسكنني قبلي.
أنا لست حزينة، أنا خاملة الشعور،
كالسماء قبل العاصفة… رمادية، متوجسة، بلا دمعة.
وأعرف أنني سأعود،
لكنني لا أعلم متى، ولا بأي هيئة، ولا بعد كم كسرة