الخوف لا يسكن القلوب الطيّبة…
بل قلوب من يخشون الحكاية.
نسي أن الغافلات لا يُجيدن الحكي…
وأن الحكّاءات لا يُغفلن شيئًا.
نسي أن التي تُصيغ الكلمة، قادرة على خنقه بها إن أرادت،
وأن من تعرف كيف تكتب، تعرف كيف تمحو، وتتركه بلا أثر.
ظنّها ككلّ من قبلهن... ينسين، يضعفن، يبررن.
لكنه لم يعرف أن هناك نساء لا يكتبن للشفاء،
بل ليشهدن على الخراب، دون دمعة، دون ضجيج.
هي لا تفضح، لكنها تُشهِر سيفها في صمت.
النساء الحكّاءات لا يثُرن بالصراخ،
بل بالحبس...
تُبقيه مصلوبًا بين احتمالات الخوف،
لا يعرف متى تسكب النص،
ولا أي فصل ستبدأ به...
إنها لا تحتاج أن تقول اسمه،
يكفيه أن يعرف أنه الهامش المرتجف في قلب كل رواية.
وأنها حين تصمت... فهي تكتب.
وأن الحكاية، لا تزال في يدها...
تؤجّلها لا عجزًا،
بل لأن الحسم يحتاج وقتًا،
وهي تجيد اختيار اللحظة كما تجيد خنق المعنى في الحروف.
من دفتر الحكّاءات اللواتي لا يُستدرجن بالكلمة،
لكن ينتقمن بها.