اِحْتَوِ نَفْسَكَ، فَأَنْ تَكُونَ عَاقِلًا لَا يَعْنِي أَنْ تَكْبِتَ مَا تَشْعُرُ، وَلٰكِنْ أَنْ تَضَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ بِحِكْمَةٍ وَوَعْي.
فَأَكْثَرُ مَا يُنْهِكُكَ فِي الطَّرِيقِ، لَيْسَ كَثْرَةَ الجُرُوحِ، وَلٰكِنْ خِفَّةَ نَفْسِكَ فِي السُّقُوطِ، وَسُرْعَتَهَا فِي التَّعَلُّقِ، وَمَيْلَهَا لِكُلِّ مَا يُلَامِسُهَا بِلُطْفٍ أَوْ يَسْكُنُهَا بِشَيْءٍ مِنَ الأَلْفَةِ.
تَحْتَاجُ أَنْ تَتْرُكَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ العَالَمِ مَسَافَةً، لَا لِكِبْرٍ، بَلْ لِسَلَامَتِكَ.
تَحْتَاجُ إِلَى رُشْدٍ يَكْبَحُ جَمَاحَ الشُّعُورِ عِنْدَ فَوْرَتِهِ، وَإِلَى بَصِيرَةٍ تَزِنُ مَا تَشْعُرُهُ قَبْلَ أَنْ تُسَلِّمَ لَهُ القِيَادَ.
لَا تَكُنْ كَسَحَابَةٍ تُغْرِقُ كُلَّ أَرْضٍ تُعَانِقُهَا، وَلَا كَرِيحٍ تَهُبُّ بِكُلِّ مَا فِيكَ، لِمَنْ لَمْ يَسْأَلْكَ وُدًّا.
كُنْ كَالمَاءِ، يَسِيرُ فِي الطُّرُقَاتِ كَيْفَ شَاءَ، وَلٰكِنَّهُ يَحْمِلُ فِي دَاخِلِهِ قَاعًا يَحْفَظُ سِرَّهُ، وَعُمْقًا لَا يَبْلُغُهُ إِلَّا مَنْ غَاصَ فِيهِ بِصِدْقٍ.
وَتَذَكَّرْ:
مَا كُلُّ بَرِيقٍ يَسْتَحِقُّ نَظْرَتَكَ،
وَمَا كُلُّ اقْتِرَابٍ يُجِيدُ العِنَايَةَ بِقَلْبِكَ.