يا ليتني
كنتُ نسيًا منسيًا
يا ليتني
غبارًا في جوف الأرض
لم يتحرّك
يا ليتني
عودَ حطبٍ
احترق
ثم صار رمادًا
يا ليتني لم أكن
يا ليتني
لم أكن شيئًا
يدعوني للبقاء حيًّا
شكّلتُ
كل معاني وتصاريف الحياة
التي أعلم
والتي لا أعلم
في الحقيقة
أنا أحبها
أصبحنا رمادًا
والوقت يمضي
وجحافل اللوم تتبعنا
ترحل معنا
تسبقنا إلى الألم
كفرت بتفاصيلنا
لم نعد نعني شيئًا
أوجعونا
في تخوم الجرح
غارتَين
حربهم
كانت الأولى
في عميق النبض
ما نجونا
ثم حربًا
قد تهاوت في المداد
قتلت روح الحروف
قتلتنا دون رحمة
دونما أيُّ ندم
أصبحنا
هوامشَ منسيّة
وركام سنين
عجاف مضت
إنما أصبحنا
ومضاتٍ دون نور
لا نائحةً تنعانا
ولا باكٍ يرثينا
النعش من سرابٍ
ما لامس الواقع
خيالٌ دونَ ظلال
يحيط بنا الهم
من كل مكان
النهاياتُ
دونَ الله مكسورة
النهاياتُ
معقودةٌ
ببصيص أملٍ من الله
متعبون
دونَ شكوى
منهكون
دونَ حديث
رغم الرماد
وكثير الاحتراق
رغم بقايانا
التي لم تتضح ملامحها
رغم أننا منهكون
لا زلنا نبتسم
بيد أننا
نجهشُ بالبكاء





































