قالت:
رأيتُ حُلماً أخشى أن يتحقّق،
حُلماً يُشعرني دومًا بالاختناق.
وجدتُني أقفُ بينكما حائرة،
وكأنّما حانتْ لحظةُ الفراق.
وأنتَ مددتَ يدَك تأخذُ يدي،
ظننتُكَ تقتربُ،
تريدُ عناقاً،
لكنّك تُقدّمني له طواعيةً،
فهل تقوى بعدي
على الاحتراق؟
قلتُ:
هذا إن حدث،
فهو موتٌ محقّق،
فأنتِ ليومي الصباحُ والإشراق.
لستُ أقوى على الحياةِ يوماً،
كيف وأنتِ تسكنينَ الأعماق؟
قمرٌ يُنيرُ ليلي،
وشمسٌ لنهاري،
وخيالٌ يتسلّلُ عابراً كلَّ الآفاق.
بعدكِ لا حياةَ
تعني لي حياةً،
يموتُ العشقُ،
وتنتحرُ الأشواق.
قالت:
أنتَ يا قلبُ
من آثرتَ الرحيل،
وجئتَ تُخبرني
بأنّه الفراق.
وذبحتَ الحبَّ بيديكَ
بسكّينٍ
مزّقتَ كلَّ الأشواق.
والآن تبكي يا مسكين،
نادماً
بدموعِ كلِّ العشّاق.
فلتبقَ وحيداً،
فقلبي لن يلينَ،
وإن جفّت دموعُ المقلِ والأحداق.
قلتُ:
من أين لقلبي
بنبضٍ يتدفّق؟
إنْ رحلتِ،
تطوي بعدكِ
كلَّ أوراقي.
وروحي تُغادرني بلا رجعةٍ،
أموتُ،
وجسدي تحمله الأعناق.
فأنتِ مسرى الدمِ
في شراييني،
وبينَ روحي وروحِك
عهدٌ واتّفاق.
إنْ شئتِ موتي،
فاقتُليني...
ألا تذوي الشمعةُ
بعد الاحتراق؟





































