صدقَ من قال: «عندما تتعافى تروي القصّة بشكل مختلف».
وهذا ليس عن العلاقات فقط، بل عن التعافي من الخدوش التي أصبتَ بها في حروبك لتصلَ إلى أيًّا كان…
اليوم، ولأول مرة، أستيقظ مما كنتُ فيه لأرى نفسي بهذا الشكل لأول مرة في حياتي كلها؛ أرى في نفسي ما كنت أكرهه في البشر اليائسين المحزونين: عينان غائرتان أنهكتهما طولُ الطريق، تستنجدان لِيَشْفعَ لهما نصرٌ يليقُ بهما من الحروب المتعبة التي خاضتهما.
ووجهي القمريُّ الورديُّ بدا نحيلًا وشاحبًا مصفَرًّا من المرض، وأسمرٌ محترقٌ من الشمس. وأرى شفتين كزهرةٍ ورديةٍ في تربةٍ مشققة. تعجّبتُ وضحكتُ كثيرًا على نفسي، كما أنّني مبتسمة وأنا أصفُ لك كيف غدوتُ بعد تفكيري الساذج في تفاصيل سنتينٍ كنتُ ما زلتُ عالقةً بما جرى لي بهما…
ثمَّ إنَّ آثارَ ما مضى شاهدٌ على… على… لا أعلم ما أسمّيه؛ أأسمّيه لك تعبي من كلّ شيءٍ ولا شيء؟ أم مرضي من جهدي الضائع؟ أم تجاربي المعاقة؟ أم تفكيري العقيم؟…
سأقولُ إنني تعافيتُ حتى من جروحٍ قد كنتُ أحسبُها لا تُضمَّد؛ لكن غضُّ النظر عن الأساس — وهو نتائجُ معركتي، سواء هُزِمتُ فيها أم انتصرتُ — هو الضعف. فإنّي واجهتُ وصدقتُ مع نفسي حتى اكتفيتُ بكلِّ رميةٍ خاطئة، ومتشوِّقةٌ لمعركةٍ أخرى أسدِّدُ بها سهامي بالشكلِ الصحيح، فقط لأجلي، لأنّي أنا.





































