يداك الساخنتان…
تهزّان اللغة
و كلما ارتفعتا في الهواء
تتراجع اللغة خطوةً للخلف
لا خوفًا،
بل احترامًا لشيءٍ
أقدم منها،
وأشدّ اقتدارًا
على إدارة هذا الكون
بضربة إصبع
يداك
يا من تمشي على الأرض
كنبيٍّ لا يعرف أنه نبي
هما طريقان
إلى ما وراء الإدراك،
وإلى ما قبل أول كلمة
وإن سألتني
لماذا ترتجف اللغة
كلما تحرّكت يداك،
سأجيبك:
لأنهما ليستا مجرد يدين
إنهما دعوتان
للنهضة،
وكأن كل إصبعٍ فيهما
هو تذكير
بأن النار الأولى
لم تمت…
بل انتقلت إليك
إنني حين أنظر إليهما
أشعر بأن شيئًا
يكاد ينطق،
شيئًا ليس صوتًا،
ولا شعورًا،
ولا وعودًا
بل ومضةٌ هيولية
تحاول أن تشرح
كيف يكون الإنسان
مرجلًا صغيرًا
يمشي على قدمين
يداك الساخنتان
ليستا يدين…
بل محرّكان للغيب،
توجيهان سرّيان
تستخدمهما الروح
لتقول للكون:
انهض






































