لسنا مجرد عابرين في هذه الحياة، نحن أثرٌ يتركه الكلام، وبصمة تصنعها المعاني.
الكلمة التي نُلقيها دون انتباه قد تُحيي قلبًا، أو تُطفئ روحًا، وقد لا نُدرك أبدًا حجم ما فعلته بعد أن غادرت أفواهنا.
الكلمة ليست صوتًا يُقال وينتهي، بل عهدٌ غير مكتوب بيننا وبين من يسمعنا.
وحين تخلو الكلمة من معناها، تصبح فارغة، باردة، بلا روح.
كما الإنسان تمامًا، حين يعيش بلا هدف، أو يُحب بلا صدق.
في علاقاتنا، في بيوتنا، في أعمالنا، وفي أدق تفاصيل يومنا، نحتاج أن ننتبه:
هل ما نقوله يُشبه ما نشعر به؟
وهل ما نَعِد به نملك شجاعة الالتزام به؟
كم من إنسان تعلّق بكلمة، وانتظر معناها طويلًا، فلم يجده.
وكم من قلب تهشّم لأن الكلمة قيلت بلا مسؤولية، وبلا وعي، وبلا إحساس.
الحياة لا تُبنى بالكلمات الجميلة فقط، بل بالكلمات الصادقة.
الكلمة الصادقة قد تكون بسيطة، لكنها تُشبه الحقيقة، وتعيش طويلًا.
أما الكلمات المزيّفة، فمهما كانت منمّقة، سرعان ما تسقط حين يُختبر معناها.
نحن لا نحتاج أن نتكلم كثيرًا،
نحتاج فقط أن تكون كلماتنا امتدادًا لقلوبنا،
وأن يكون معناها حاضرًا حين نغيب.
فحين نحفظ الكلمة، نحفظ الإنسان،
وحين نصون المعنى، نصون الحياة ذاتها.






































